الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

ناسا تطلق نموذج ذكاء اصطناعي لقراءة الشمس والتنبؤات


الجمعة   20:50   22/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - "سوريا": فجر جديد في فهم ديناميكيات الشمس
"سوريا" (Surya)، النموذج الرائد للذكاء الاصطناعي الذي أطلقته وكالة ناسا بالتعاون مع شركة IBM، يمثل قفزة نوعية في مجال فيزياء الشمس والتنبؤ بالطقس الفضائي. هذا النموذج المتطور لا يغير فقط من فهمنا لسلوك الشمس، بل يقدم أيضاً درعاً تكنولوجياً لحماية البنية التحتية الحيوية على الأرض، والتي تتعرض بشكل متزايد لتأثيرات الظواهر الشمسية العنيفة.

التعقيد الشمسي وتأثيره على الأرض
تؤثر أحداث الطقس الفضائي، مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، بشكل مباشر على الأقمار الاصطناعية، وشبكات الاتصالات، وأنظمة الملاحة (GPS)، وحتى شبكات الطاقة الكهربائية على الأرض. لذا، فإن القدرة على التنبؤ بهذه الأحداث بدقة وفي وقت مبكر أصبحت ضرورة ملحة للمجتمع الحديث المعتمد على التكنولوجيا.

تدريب مكثف على بيانات تاريخية غنية
تم تدريب نموذج "سوريا" على تسع سنوات من البيانات عالية الدقة التي جمعها مرصد ديناميات الشمس (SDO) التابع لناسا، والذي يراقب الشمس بشكل مستمر منذ عام 2010. هذه البيانات تشمل صوراً عالية الدقة لسطح الشمس وغلافها الجوي، بما في ذلك الحقول المغناطيسية وأنماط التوهجات. يضم النموذج حوالي 366 مليون معلمة، مما يمكنه من معالجة وتحليل هذا الحجم الهائل من المعلومات بدقة استثنائية. وقد تجاوز حجم بيانات التدريب 250 تيرابايت، وهو ما يزيد بعشرة أضعاف عن أحجام بيانات التدريب المعتادة لنماذج الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى.

قدرات تنبؤية تتجاوز التحليل البشري
ما يميز "سوريا" بشكل خاص هو قدرته على التعلم التلقائي للأنماط الشمسية المعقدة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر. يمكن للنموذج استخلاص معلومات دقيقة حول سلوك الشمس، مثل الاختلافات في سرعة الدوران بين خط الاستواء والأقطاب، وتطور البقع الشمسية، وتحديد مواقع التوهجات المحتملة. هذه القدرة على التعلم الذاتي تعزز بشكل كبير فهمنا للأحداث الشمسية وتوقعاتها، مما يسمح بتقديم تحذيرات مبكرة.

تحسين الدقة والتوقعات المرئية
لقد أظهر "سوريا" تحسناً ملموساً في دقة التنبؤ، حيث بلغت نسبة التحسين 16% مقارنة بالأساليب التقليدية. الأهم من ذلك، أن النموذج يستطيع تقديم توقعات بصرية تحدد مكان وزمان اندلاع التوهج الشمسي قبل ساعتين من حدوثه. هذه "النافذة الزمنية" القصيرة، على الرغم من بساطتها الظاهرة، حاسمة للغاية لمشغلي الأقمار الصناعية وشركات الطاقة والاتصالات لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، مما يقلل من الأضرار المحتملة ويحمي البنية التحتية الحيوية.



#اخبار_هنا_العالم


مشاركة عبر: