الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

هل سيخرج الدخان الأبيض من سيناء


الاثنين   00:03   06/10/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - محمد حسن التل

يترقب العالم غدًا بدء المفاوضات حول خطة ترامب لإنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل وتنفيذ بنود هذه الخطة في شرم الشيخ بصحراء سيناء المصرية،
بعد انتهاء الاحتفالية الكبيرة بموافقة حماس على الخطة التي امتدت من واشنطن مرورًا بالدول الأوروبية إلى الدول العربية.

الإشارات القادمة من تل أبيب غير مبشرة، ولا تشير إلى أن إسرائيل عازمة على إنهاء الحرب، وأنها كما يبدو مصرة على إنهائها حسب ما تريد، فتصريحات نتنياهو منذ يومين تحتوي على تصعيد واضح، يرافقها تصعيد على الأرض حيث القصف مستمر دون أي تراجع يذكر، متجاوزة أو متجاهلة بذلك إسرائيل طلب الرئيس الأمريكي وقف القصف فورًا ساعة ما أعلنت حماس الموافقة على خطته والرئيس نفسه اليوم يتجاهل خروج اسرائيل عن أمره وصعد اليوم خطابه اتجاه حماس التي اثنى عليها قبل يومين، ولم تتراجع العمليات العسكرية على الأرض فعمليات التدمير مستمرة، وما يفعله نتنياهو مغازلة لموقف المتطرفين الإرهابيين في حكومته، أمثال بن غفير وسمورتش وغيرهما الذين يضغطون لعدم التعامل مع الخطة الأمريكية ويصرون على احتلال غزة بالكامل والقضاء على حماس..

إذا ذهب الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات بهذه العقلية فإن مصير المفاوضات محكوم بالفشل، فالخطاب الإسرائيلي كما أشرت لم يطرأ عليه أي تغيير بعد موافقة حماس ، وتل أبيب مصرة على شروطها في استرداد الأسرى لدى المقاومة قبل أي دخول في أي تفصيل من تفاصيل الخطة

كما أنها تعلن أنها لن تنسحب من غزة بالكامل وهذا الموقف بحد ذاته يشكل عقدة كبيرة أمام التقدم في المفاوضات لأن الجانب الفلسطيني مصر على عدم تسليم الأسرى إلا بالاتفاق على الانسحاب الكامل من القطاع، ويرفض فكرة الانسحاب الجزئي كما جاء في الخطة الأمريكية.

ما يجري منذ يومين على الأرض في غزة من اشتداد للقصف من الجو والأرض يؤكد أن نتنياهو لا يزال خاضعًا لضغط سمورتش وبن غفير اللذان إذا وافقا على التفاوض على بنود خطة ترامب أن تكون هذه المفاوضات تحت النار، وهذا ما يحدث فعلًا.

أما قصة تسليم سلاح حماس فهذه قصة أخرى، فحماس لم تذكر هذا البند في ردها على الخطة الأمريكية فقد ربطت كل بنود الخطة الأمريكية باستثناء تسليم الأسرى بالإجماع الوطني الفلسطيني حتى الموافقة على طريقة حكم غزة وهذا إسرائيليا مرفوض إلا اذا كان هناك أمورا تحت الطاولة وهذا وارد في حالة غزة لأن كلا الطرفين لا يريد أن يظهر مهزوما أمام العالم، فالطرفين ربما قدما تنازلا ما دون الإعلان.. في الظاهر الإسرائيلي يريد أن يكون تسليم السلاح فورًا ولا يريد الإنسحاب الكامل وهنا عقدة كبيرة وحماس تصر على الإنسحاب فهل ينجح الوسطاء في الخروج برأي ثالث يفك هذه العقدة؟

إسرائيل لديها عقد كثيرة لاستغلالها بإفشال المفاوضات ونتنياهو يدفع بذلك لحساباته الخاصة التي تتعلق بمستقبله السياسي.

يقول رئيس الحكومة الإسرائيلي أمس أنه أبلغ وفده المفاوض أن المفاوضات يجب ألا تتعدى أيام محدودة وهذا يشير أنه يريد من حماس كل شيء، وأن تنزل على طلباته دون تردد، وهذا بحد ذاته لغم آخر سيفجر المفاوضات...

الألغام كثير على طريق مناقشة خطة ترامب وممكن أن تنفجر بأي لحظة فتنسف المفاوضات ويزداد الأمر تعقيدا وتتعمق المأساة في غزة حتى تأتي على كل من تبقى من حياة هناك.. فلا إسرائيل تستطيع أن تحسم الأمر لصالح أهدافها ولا حماس تستطيع حماية الناس أو التخفيف من معاناتهم بل قل مأساتهم وتستمر داومة الموت بالقتل والتجويع والتدمير..

المهمة ستكون صعبة وشاقة على الوسطاء لأنه إذا أصر الطرفان المتقاتلان على مواقفهما دون تقديم أي تنازل ستأتي ساعة يعلن الجميع الفشل...و من سيتحمل المسؤولية إذا حدث هذا؟!

في المقابل كل الأطراف المشتبكة مع القضية حريصة على إتمام الصفقة وهذ يعطي أملا بأن الدخان الأبيض ربما يخرج من شرم الشيخ ولكن بعد معناة كبيرة !!


مشاركة عبر: