لا تزاودوا عليهم!

أخبار هنا العالم - محمد حسن التل
احتمالات موافقة حماس ومجمل المقاومة الفلسطينية على مبادرة ترامب كبيرة سعياً وراء إيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ عامين، حيث كانت هذه الحرب أشرس حملة إسرائيلية على مدار ثمانين عاماً من الاحتلال، أتت على الإنسان والحجر وكل سبل الحياة، ناهيك عن التجويع والتعذيب.
لهذا كله تُدفع المقاومة الفلسطينية إلى الموافقة على العرض الأمريكي لأن عدم الموافقة ستكون كارثة كبرى على الفلسطينيين في غزة والثمن كبير كما قال الرئيس الأمريكي الذي أعطى نتنياهو ضوءاً أخضراً ليفعل ما يشاء إذا لم توافق حماس على مبادرته.
حتى وإن كان في هذه الصفقة قدراً من العوار، لكن مصلحة الجميع الآن أن تقف هذه الحرب ويرفع القتل والدمار عن الناس هناك..
منذ أن بدأ الحديث عن احتمالية موافقة المقاومة على المشروع بدأت بعض الأصوات أصحابها علاقتهم بما يجري في القطاع فقط عبر شاشات التلفاز أو التنظير أمام الكاميرات في عواصم يعيشون بها برفاهية وراحة بال، وهؤلاء يعتبرون الموافقة كارثة على الفلسطينيين وهم أنفسهم الذين كانوا يحملون المقاومة الفلسطينية مسؤولية ما يحدث للناس في غزة ويتهمون حماس ويغمزون فيما فعلت بالتآمر، سواء علمت أو لم تعلم، وبتقديم المصالح الفصائيلية على مصلحة الشعب الفلسطيني.
السابع من أكتوبر له ما له وربما عليه ما عليه، والتاريخ وحده سيحكم عليه وعلى من قام به، إن ترك الغزيين وحدهم في مواجهة الوحش الصهيوني من قبل العرب إلا من رحم ربي ودول العالم منذ عامين لم يقدم أحد خطوة واحدة فعلياً على الأرض لإيقاف الاعتداء، بل على العكس وجد الإسرائيليون من يدعمهم ويؤيدهم. لذلك باتت
الأولوية إنقاذ الناس في غزة بغض النظر عن الخسارة أو الربح، وليعتبر ما جرى جولة من جولات الصراع الذي لن ينتهي بمبادرة أو صفقة، ما دامت إسرائيل تحتل فلسطين فستخرج أجيال تطالب بحقها في التحرر، فالذي يقاتل اليوم على امتداد الأرض المحتلة هم أحفاد من هجروا من أرضهم غصباً منذ أكثر من ثمانين عاماً.
عندما وُقعت أوسلو ظن الكثيرون أن القضية انتهت، وأن الفلسطينيين والعرب رضوا بالقليل على سبيل ما سموه سلام في المنطقة، لكن سرعان ما انهار كل شيء وكانت انتفاضة القدس وعاد الصراع من جديد، وكان وراء سبب هذا الإنهيار الحكومات الإسرائيلية، ففي ذلك الزمان قدم الفلسطينيون كل ما يستطيعون من تنازلات، إلا أن الإسرائيلي أصر على أن تكون أوسلو من الماضي..
كما قلت إن وافقت حماس ومن معها من الفصائل لا يحق لأحد المزاودة عليهم خصوصاً أنهم يملكون في موقفهم غطاءً عربياً واسعاً، وشرائح كبيرة من الغزيين أنفسهم لأن هؤلاء يريدون أن يتخلصوا من الموت والدمار.
صاحب الدم لا يزاود عليه أحد، فالغزيون قدموا أكثر مما قدم على مدار التاريخ كل من سعى إلى التحرر والانعتاق من شعوب العالم، ومئات أضعاف ما قدم معظم العرب في حروبهم مع إسرائيل، فلا مجال اليوم للمزاودة وتسجيل المواقف واللطم الكاذب على ما آلت إليه نتيجة هذه الجولة من الصراع.
بعد كل ما سبق إذا فشلت الصفقة فإنه من المؤكد ستكون حكومة نتنياهو هي التي تقف وراء هذا الفشل لأن الواقع ومسار الأحداث السابقة أثبت ذلك، وقد جاءت تصريحات حلفاؤه في الحكومة على هذا الطريق، وبالتالي ربما لن يتمكن نتنياهو من تمرير الصفقة وكالعادة سيتحمل الفلسطينيون المسؤولية..وسيبرر حلفاء نتياهو في كثير من العواصم الغربية وربما العربية له ما سيفعل!!!
مشاركة عبر:
-
عندما تتحول الطبيعة إلى مصدر دخل… فهل ننتظر أم نبدأ
17/10/2025 00:37
-
إعلام قرار .. أمانة عمّان
17/10/2025 00:37
-
العصف الذهني المجتمعي
17/10/2025 00:37
-
برقية إلى الملك المؤسس .. ارتباط مجيد
17/10/2025 00:37
-
استشهاد القائد يحيى السنوار... الصمت الذي دوّى في قلب الاحتلال
16/10/2025 16:06
-
الشرق الأوسط بين ضباب التسويات ومكر الخرائط
16/10/2025 00:31
-
السياحة العلاجية الأردنية .. من يعيد البوصلة
16/10/2025 00:31
-
النخب السياسية المعلَّبة .. أقنعة الحداثة في مرايا العالم الثالث
16/10/2025 00:31
-
مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام
16/10/2025 00:30
-
الأردن .. الحكمة التي تنحاز للحق دائماً
15/10/2025 01:41