الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

ترامب يترأس اجتماعًا استثنائيًا لقادة الجيش الأميركي في كوانتيكو وسط تكهنات بشأن مستقبل وزارة الدفاع


الثلاثاء   15:56   30/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - واشنطن – يترأس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا استثنائيًا لقادة الجيش والبحرية الأميركية المنتشرين في مختلف أنحاء العالم، وذلك في جامعة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فرجينيا، بعد أن جرى استدعاؤهم الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ ودون تفسير واضح، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات داخل المؤسسة العسكرية وخارجها.

وقال ترامب في تصريحات سابقة، إنه يعتزم استغلال هذا اللقاء المباشر مع كبار القادة العسكريين ليؤكد لهم أن "نحن نحبهم"، مشددًا على ما وصفه بـ"روح الفريق"، في حين يُنتظر أن يلقي وزير الدفاع بيت هيغسيث كلمة خلال الاجتماع، يتناول فيها موضوعه المفضل حول "روح المحارب".

تغييرات جذرية في البنتاغون

ويأتي الاجتماع في أعقاب ثمانية أشهر من التغييرات الجذرية التي أجراها ترامب داخل وزارة الدفاع (البنتاغون) منذ توليه المنصب، شملت إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القوات البحرية، إضافة إلى توجيه ضربات لقوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات قبالة سواحل فنزويلا.

هذه الإجراءات المفاجئة دفعت مراقبين إلى التكهن بأن الاجتماع قد يتجاوز كونه مجرد لقاء معنوي، ويشمل نقاشات استراتيجية حساسة مثل إعادة هيكلة القيادة العسكرية، خفض رتب كبار الضباط، وإعادة صياغة أولويات الدفاع الأميركية في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.

"لا أحد يعلم جدول الأعمال"

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته، أن جدول أعمال الاجتماع ما يزال غير معروف حتى للحضور أنفسهم، مضيفًا: "لا أحد يعلم فعليًا ما الذي سيتم التطرق إليه في النهاية".

ويخضع الاجتماع لتدقيق واسع من وسائل الإعلام والخبراء، في ظل تصاعد الجدل حول تسييس المؤسسة العسكرية، حيث يُتوقع أن يُرصد أي رد فعل من القادة العسكريين تجاه التصريحات السياسية المتكررة التي يدلي بها ترامب، والتي يرى البعض أنها تجر الجيش إلى ساحة الصراع السياسي.

الجيش الأميركي بين المهنية والولاء الدستوري

ويُعد الجيش الأميركي من المؤسسات التي يُفترض أن تظل محايدة سياسيًا، حيث ينص الدستور على ضرورة التزامه بالولاء للدولة وليس للأشخاص أو الأحزاب. وقد أثارت مواقف ترامب السابقة جدلًا حول مدى التزام القيادة السياسية بهذا المبدأ، خصوصًا في ظل استغلال بعض الفعاليات العسكرية لأغراض خطابية أو سياسية.

ما بعد الاجتماع... قرارات أم رسائل؟

ورغم وصف ترامب للاجتماع بأنه يعكس "روح الفريق"، إلا أن غموض دوافعه وتوقيته ومكانه غير الاعتيادي، يفتح الباب أمام عدة احتمالات، منها إعادة رسم المشهد العسكري الأميركي، أو التلويح بمزيد من التغييرات في صفوف القيادة العليا، أو ربما إرسال رسائل سياسية داخلية وخارجية في وقتٍ يشهد فيه المشهد الدولي تصاعدًا في التوترات، وخصوصًا مع روسيا والصين، وتوسع الصراعات في الشرق الأوسط.

وتترقّب الأوساط السياسية والعسكرية ما ستسفر عنه مخرجات اجتماع كوانتيكو، وسط قلق متزايد بشأن استقلالية القرار العسكري الأميركي، ومدى قدرة البنتاغون على الحفاظ على تماسكه المؤسسي في ظل تغيّرات غير مسبوقة.


مشاركة عبر: