دبي تستقطب أعداداً متزايدة من العاملين عن بُعد بفضل بنيتها التحتية المتطورة وأساليب الحياة العالمية

---

أخبار هنا العالم - أكّد عدد من المديرين في منشآت فندقية بدبي أن الإمارة تشهد نمواً متزايداً في أعداد الأشخاص الذين يختارون الإقامة والعمل عن بُعد فيها، مستفيدين من البنية التحتية الرقمية المتقدمة، وسهولة الوصول إلى الخدمات، إلى جانب أسلوب الحياة العالمي الذي توفره المدينة. وأشاروا إلى أن دبي تواصل تعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي في هذا المجال.

وأوضح المديرون لـ«الإمارات اليوم» أن هذا الاتجاه انعكس بشكل واضح على ارتفاع معدلات الإشغال الفندقي، لا سيما في فترات الإقامة الطويلة، سواء على المستوى السنوي أو الفصلي. وأشاروا إلى أن شريحة واسعة من العاملين عن بُعد، والمستقلين، ورواد الأعمال يفضلون الإقامة في الفنادق أو الشقق الفندقية التي تجمع بين مكان السكن ومساحة العمل، في حين يختار آخرون استئجار شقق خاصة أو العيش في بيوت عطلات.

العمل المرن في دبي

وقال حسان مرسل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كيز ليز» لإدارة بيوت العطلات في دبي، إن دبي تحوّلت إلى مركز عالمي للعمل المرن يجذب آلاف المهنيين المستقلين ورواد الأعمال، مؤكداً أن العمل عن بُعد أصبح نمط حياة متكاملاً في الإمارة بفضل البنية التحتية الرقمية المتطورة، وشبكات الاتصالات فائقة السرعة، ومساحات العمل المرنة.

وأضاف مرسل: «تشهد دبي حضوراً دولياً لعدد كبير من المحترفين الذين يديرون أعمالهم عبر الإنترنت، مما جعلها واحدة من أبرز مراكز العمل عن بُعد في المنطقة والعالم، مستفيدة من مكانتها كوجهة أسلوب حياة متوازن بين متطلبات العمل ورفاهية المعيشة.»

وأشار إلى أن تأشيرة العمل الافتراضي لعبت دوراً محورياً في تعزيز هذا التوجه، حيث ساعدت العديد من المهنيين على الانتقال إلى دبي والعمل منها بشكل مرن، وبعضهم انتقل لاحقاً إلى مكاتب خاصة بعد استقرار أعمالهم.

ولفت مرسل إلى أن كلفة إدارة الأعمال في دبي تعتبر أقل مقارنة بوجهات عالمية أخرى، مما يزيد من جاذبية الإمارة للمهنيين الذين يديرون أعمالهم في أسواق مثل سنغافورة، هونغ كونغ، أستراليا، ألمانيا وسويسرا، ولكن منطلقهم دبي.

وأضاف: «شهدنا خلال العامين الأخيرين نمواً يزيد على 30% في طلبات استئجار بيوت العطلات للعمل من خلالها، إذ تتيح دبي للمقيمين إدارة أعمالهم وحضور اجتماعاتهم، ثم الاستمتاع بالرياضة أو التسوق أو الفعاليات الترفيهية والثقافية، ضمن بيئة آمنة وسهلة الوصول.»

بيئة عمل مرنة وجاذبة

من جانبه، قال فتحي خوجلي، المدير الإقليمي لمجموعة فنادق حياة والمدير العام لفندق «غراند حياة» في دبي، إن الإمارة تستقبل تدفقاً مستمراً من المهنيين الذين يبحثون عن بيئة عمل مرنة وآمنة، مشيراً إلى أن البنية التحتية الرقمية المتطورة، وسهولة التنقل، وجودة الحياة تجعل من دبي خياراً مثالياً لهم.

وأكد خوجلي ارتفاع الطلب على الإقامات الطويلة في الفنادق والشقق الفندقية، مشيراً إلى أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة لاستقطاب الكفاءات ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف أن دبي توفر فرصاً كبيرة للتواصل وبناء العلاقات المهنية، حيث يجد العاملون عن بُعد فرصاً لعقد شراكات جديدة وحضور المؤتمرات والمعارض العالمية التي تستضيفها الإمارة سنوياً، ما يعزز جاذبيتها على المدى الطويل.

ريادة الأعمال والعمل عن بُعد

من جهته، قال وليد العوا، المدير العام لفندق «تماني مارينا»، إن دبي لم تعد مجرد محطة سياحية، بل تحولت إلى مركز للإبداع وريادة الأعمال، مع زيادة أعداد الضيوف الذين يمزجون بين العمل عن بُعد والاستمتاع بأسلوب الحياة العصري الذي توفره الإمارة.

وأشار العوا إلى أن الاستثمار المستمر في البنية التحتية، ودعم قطاعات الضيافة والسياحة والأعمال، يسهم في تعزيز جاذبية دبي بين الفئات الجديدة من المقيمين والعاملين عن بُعد.

وأضاف أن تنوع الخيارات السكنية، بين الفنادق والشقق الفندقية المزودة بخدمات متكاملة أو الشقق السكنية المدعومة، يمنح دبي المرونة اللازمة لتلبية مختلف احتياجات العاملين عن بُعد.

وختم العوا بالإشارة إلى أن السوق في دبي يقدم خيارات تناسب مختلف الميزانيات، من الفنادق الاقتصادية إلى الفاخرة، مع مستوى عالٍ من الراحة والخدمات، ما يجعل الإمارة وجهة جذابة للمهنيين ورواد الأعمال الباحثين عن بيئة عمل مرنة ومتكاملة.

---

مشاركة عبر:

---