الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الخبير احمد الصرايرة يتحدث عن آلية عمل الإنترنت عبر الكابلات البحرية


الأحد   22:48   07/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - آلية عمل الإنترنت عبر الكابلات البحرية

الإنترنت العالمي يعتمد بشكل أساسي على شبكة معقدة من الكابلات البحرية المصنوعة من الألياف الضوئية، التي تشكل العمود الفقري لنقل البيانات عبر القارات. هذه الكابلات تمتد لآلاف الكيلومترات تحت المحيطات، وتربط بين الدول والقارات لنقل البيانات بسرعة عالية. فيما يلي شرح تفصيلي لآلية العمل:

1. نقل البيانات عبر الألياف الضوئية:
- الكابلات البحرية تحتوي على ألياف ضوئية دقيقة تنقل البيانات عبر إشارات ضوئية (ليزر). كل كابل يحتوي على عدة أزواج من الألياف، كل زوج قادر على نقل تيرابايت من البيانات في الثانية.
- البيانات (مثل الفيديوهات، الرسائل، أو صفحات الويب) تُحوّل إلى إشارات رقمية (بتات)، ثم تُرسل عبر هذه الألياف بسرعة الضوء تقريبًا.

2. محطات الهبوط:
- الكابلات البحرية تصل إلى اليابسة عبر محطات هبوط (Cable Landing Stations) في الدول المختلفة. هذه المحطات هي نقاط الربط بين الكابلات البحرية والشبكات الأرضية.
- في المحطات، تُعالج الإشارات الضوئية وتُحوّل إلى إشارات كهربائية، ثم تُوجه إلى مراكز البيانات أو مزودي خدمات الإنترنت (ISPs) لتوزيعها على المستخدمين.

3. الشبكة العالمية:
- هناك أكثر من 400 كابل بحري نشط حول العالم (حتى 2025)، تربط مراكز بيانات رئيسية في مدن مثل نيويورك، لندن، سنغافورة، والقاهرة. أمثلة على كابلات رئيسية تشمل MAREA (بين الولايات المتحدة وأوروبا) وSEA-ME-WE (جنوب شرق آسيا - الشرق الأوسط - أوروبا).
- الكابلات تُصمم لتكون متكررة (redundant)، أي أن هناك مسارات متعددة لنقل البيانات، مما يقلل من تأثير انقطاع كابل واحد.

4. إدارة وصيانة الكابلات:
- الكابلات مملوكة ومدارة من قبل تحالفات تضم *شركات اتصالات كبرى* (مثل Google، Amazon، Verizon، وشركات محلية)، وأحيانًا حكومات. هذه الجهات تتشارك في تمويل وصيانة الكابلات.
- سفن متخصصة تُستخدم لنشر الكابلات وإصلاحها في حالة الأعطال (مثل القطع بسبب الزلازل أو مراسي السفن).

- هل هناك جهة واحدة تتحكم بالإنترنت؟
لا توجد جهة واحدة تتحكم بالإنترنت عالميًا، لأن النظام مصمم ليكون موزعًا ويعتمد على تعاون متعدد الأطراف:
- شركات الاتصالات (مثل AT&T، Vodafone) تمتلك وتدير الكابلات والشبكات.
- مراكز البيانات (مثل تلك التي تديرها Google وMicrosoft) تخزن وتعالج البيانات.
- منظمات دولية مثل ICANN تُدير أسماء النطاقات والبروتوكولات.
- الحكومات تفرض قوانين محلية على الاتصالات، لكن لا يوجد تحكم مركزي عالمي.

- هل يمكن لجهة معينة قطع الإنترنت عن العالم؟
قطع الإنترنت عن العالم بأكمله أمر شبه مستحيل لجهة واحدة بسبب التصميم الموزع للشبكة:
- التكرار في الشبكة: إذا تعطل كابل بحري (بسبب زلزال، هجوم، أو قطع متعمد)، يتم إعادة توجيه البيانات تلقائيًا عبر كابلات أو مسارات أخرى. على سبيل المثال، إذا قُطع كابل في المحيط الأطلسي، يمكن استخدام كابلات في المحيط الهادئ أو الأقمار الصناعية.
- الأقمار الصناعية: على الرغم من أن الكابلات البحرية تنقل أكثر من 95% من بيانات الإنترنت، إلا أن الأقمار الصناعية (مثل Starlink) توفر بديلاً، وإن كان أقل كفاءة من حيث السعة والسرعة.
- التحديات:
- قطع عدة كابلات رئيسية في وقت واحد قد يسبب اضطرابات كبيرة في مناطق معينة، لكنه لن يوقف الإنترنت عالميًا.
- هجوم سيبراني منسق على نطاق واسع (مثل استهداف مراكز بيانات رئيسية أو بروتوكولات الإنترنت الأساسية مثل DNS) قد يسبب فوضى مؤقتة، لكن النظام مصمم للتعافي بسرعة.
- بعض الدول قد تقطع الإنترنت محليًا (كما حدث في حالات مثل مصر عام 2011)، لكن هذا يقتصر على نطاق محلي أو إقليمي.

- الخلاصة
الإنترنت يعمل عبر شبكة معقدة من الكابلات البحرية والألياف الضوئية، تديرها شركات وتحالفات دولية بدون تحكم مركزي. تصميم الشبكة الموزع والتكرار يجعل من الصعب جدًا على جهة واحدة قطع الإنترنت عالميًا. حتى في حالة الأعطال أو الهجمات، هناك مسارات بديلة وآليات تعافي تحافظ على استمرارية الخدمة.


مشاركة عبر: