سوريا على أعتاب محطة انتخابية تاريخية: تحديات وآمال مجلس الشعب 2025

---

أخبار هنا العالم - تتسارع وتيرة التحضيرات في دمشق لإتمام عملية انتخابات مجلس الشعب السوري لعام 2025، وهي خطوة محورية ضمن إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد. تأتي هذه الانتخابات المرتقبة بين 15 و20 سبتمبر، وتكتسب أهمية خاصة لكونها تسبق مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر. هذا التوقيت الاستراتيجي يعكس حرص القيادة السورية على استكمال الإجراءات الأساسية للمرحلة الانتقالية التي بدأت بالإعلان الدستوري وتشكيل الحكومة، على الرغم من المشهد الداخلي المعقد والتوترات الأمنية والسياسية المستمرة في مناطق الجنوب والشرق والشمال.

في إطار سعيها لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع خمس منظمات فاعلة من المجتمع المدني. تهدف هذه المذكرة إلى بناء شراكة قوية لتقديم برامج تدريبية وتوعوية شاملة، مما يعكس التزاماً بتحسين جودة العملية الديمقراطية في سوريا.

وعلى الرغم من التقدم المحرز في التحضيرات، تواجه الانتخابات تحديات كبيرة في بعض المحافظات، مما أدى إلى تأجيلها في ثلاث مناطق رئيسية. باشرت اللجان الفرعية لانتخابات مجلس الشعب مهامها بعد أداء اليمين الدستورية في 11 محافظة سورية، إلا أن الظروف غير المواتية في محافظات السويداء والرقة والحسكة استدعت إرجاء العملية الانتخابية فيها.

حيث تعاني محافظة السويداء من توترات أمنية ومطالبات بالانفصال، خاصة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها في يوليو الماضي. هذه الظروف أدت إلى تعليق الانتخابات فيها لعدم استقرار الوضع بما يسمح بإجراء عملية انتخابية حرة ونزيهة.

ويواجه الوضع في الرقة والحسكة تعقيدات إضافية بسبب تعثر المفاوضات بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). تهدف هذه المفاوضات إلى تنفيذ اتفاق 10 مارس، الذي ينص على تسليم محافظتي دير الزور والرقة لدمشق ودمج المؤسسات. الفشل في التوصل إلى اتفاق حول هذه النقاط الحساسة أثر بشكل مباشر على إمكانية إجراء الانتخابات في هاتين المحافظتين، مما يسلط الضوء على الانقسامات الجغرافية والسياسية في البلاد.

---

مشاركة عبر:

---