الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

تقرير: استخدام الهواتف المحمولة لعب دوراً كبيراً في وصول إسرائيل لقادة إيران وعلمائها


الأحد   00:57   31/08/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - في تطورات استخباراتية لافتة، كشفت تقارير صحفية، أبرزها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن آليات دقيقة استخدمتها المخابرات الإسرائيلية للوصول إلى كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. وتبين أن الثغرة الأمنية الفتاكة تمثلت في الاستخدام غير المنضبط للهواتف المحمولة من قِبل حراس الأمن الشخصيين لهؤلاء المسؤولين، مما سمح بتتبع دقيق لتحركاتهم واستهدافهم. هذه المعلومات تفتح آفاقاً جديدة لفهم طبيعة الصراع الخفي بين إسرائيل وإيران، وكيف أصبحت التكنولوجيا الحديثة أداة حاسمة في حروب الظل.

لطالما كانت الأجهزة الأمنية للدول الكبرى في سباق دائم لكشف وتأمين المعلومات. في هذا السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل دقيقة حول كيفية استغلال المخابرات الإسرائيلية لثغرة أمنية غير متوقعة: الاستخدام غير المنظم للهواتف المحمولة من قبل حراس الأمن المحيطين بالشخصيات الإيرانية البارزة. هذه الثغرة لم تكن مجرد عيب بسيط، بل كانت بوابة سمحت للمخابرات الإسرائيلية بتحديد مواقع القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين بدقة متناهية، مما سهل عمليات التتبع والاغتيال.

يُعزى هذا الاختراق إلى عدة عوامل، منها: ضعف بروتوكولات الأمن الرقمي لدى بعض الأفراد، الاعتماد المفرط على الأجهزة الشخصية في بيئات حساسة، وربما قلة الوعي بمخاطر التجسس السيبراني عبر الأجهزة المحمولة. فكل مكالمة، كل رسالة نصية، وحتى إشارات الموقع التي تبثها الهواتف، يمكن أن تشكل نقطة ضعف إذا لم تتم حمايتها بشكل كافٍ. هذا يؤكد على أهمية الأمن السيبراني في كافة المستويات، حتى بالنسبة لأفراد الأمن الذين قد لا يُنظر إليهم بالضرورة كأهداف مباشرة، لكن أجهزتهم يمكن أن تكون جسراً للوصول إلى أهداف أعلى قيمة.

لم تكن عمليات الاستهداف الإسرائيلية مجرد ردود فعل عشوائية، بل جاءت نتيجة لعمليات مراقبة دقيقة ومستمرة استمرت لسنوات. فمنذ نهاية عام 2022، بدأ تتبع كبار العلماء الإيرانيين بشكل مكثف. هذه المراقبة لم تقتصر على جمع المعلومات فحسب، بل تطورت لتشمل دراسة خيارات الاغتيال منذ أكتوبر الماضي، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

وأفادت المصادر أن إسرائيل بدأت في مراجعة جدية لخطط اغتيال عدد من العلماء والمسؤولين الإيرانيين. ومع ذلك، كان هناك تردد في تنفيذ هذه الخطط فورًا، ويعزى ذلك إلى رغبة إسرائيل في تجنب الدخول في صدام مباشر مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، التي كانت تفضل الحلول الدبلوماسية. هذا يؤكد على التعقيدات الجيوسياسية التي تحكم مثل هذه العمليات، حيث لا تقتصر الاعتبارات على الجانب الأمني والعسكري فحسب، بل تمتد لتشمل الحسابات السياسية والدبلوماسية مع الحلفاء الرئيسيين.

من اللافت أن مسؤولاً كبيراً في الحرس الثوري الإيراني كان قد حذر عدداً من كبار القادة وعالماً نووياً بارزاً قبل شهر على الأقل من الهجوم الإسرائيلي بأن إسرائيل تخطط لاغتيالهم. هذا التحذير، رغم أهميته، لم يمنع العمليات، مما يشير إلى مدى تعمق الاختراق الاستخباراتي أو صعوبة اتخاذ الإجراءات الوقائية الفعالة في الوقت المناسب. ويُعد قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، هدفاً رئيسياً للضربات الإسرائيلية، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذه الشخصيات في نظر المخابرات الإسرائيلية.


مشاركة عبر: