مفاوضات حاسمة: وفد الإدارة الذاتية يعود إلى دمشق لكسر الجمود

اخبار هنا العالم - بعد فترة من التوتر الملحوظ في العلاقات بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والسلطات السورية الرسمية، وصل وفد من الإدارة الذاتية إلى العاصمة دمشق يوم الجمعة الموافق 29 أغسطس 2025. تهدف هذه الزيارة إلى استئناف المفاوضات ومواصلة الحوار بشأن القضايا العالقة بين الجانبين، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لكسر الجمود وتحقيق تقدم نحو حل سياسي شامل.

ويأتي وصول الوفد، الذي تترأسه القيادية البارزة إلهام أحمد، في سياق جهود مستمرة لمعالجة التوترات الميدانية والسياسية. وقد أفادت تقارير إعلامية، بما في ذلك ما ذكره مراسل العربية/الحدث، بأن الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو مواصلة الحوار حول تنفيذ اتفاق سابق، وهو اتفاق 10 مارس. هذا الاتفاق، الذي وقّعه قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، ينص على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية ومطار القامشلي وحقول النفط.

يعتبر اتفاق 10 مارس محوراً أساسياً للمفاوضات، حيث يحدد الإطار العام للاندماج بين المؤسسات في شمال وشرق سوريا والدولة السورية. ومع ذلك، فإن تفاصيل هذا الدمج وكيفية تطبيقه هي النقطة التي تسببت في توقف المفاوضات سابقاً. تصر دمشق على حل جميع مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والأمنية والعسكرية بشكل كامل، بينما ترى الإدارة الذاتية أن الدمج يمكن أن يتم عبر ربط هذه المؤسسات بنظيراتها في دمشق دون حلها تماماً. يمثل هذا الخلاف الجوهري عقبة رئيسية تعيق التقدم في المباحثات.

توقفت المفاوضات في فترات سابقة بسبب هذه الخلافات الجوهرية. وقد رفضت دمشق عقد جولات جديدة في باريس، مشترطة أن يكون الحوار في العاصمة دمشق. هذه الشروط تعكس رغبة دمشق في التأكيد على سيادتها ومركزية القرار. وتشير بعض المصادر إلى أن زيارة إلهام أحمد الأخيرة تأتي في محاولة لكسر الجمود في مسار المحادثات، خاصة بعد مؤتمر الحسكة الذي اعتبرته دمشق خروجاً عن الاتفاق.