اتحاد المصانع الألماني يحذر من أزمة جراء الرسوم الأميركية

اخبار هنا العالم - أصدر الاتحاد الألماني لمصنعي الآلات والمعدات تحذيرًا شديد اللهجة بشأن التداعيات الخطيرة لتوسع الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية على المعادن. وقد أعرب الاتحاد، الذي يمثل قلب الصناعة الألمانية ويضم حوالي 3600 شركة، عن مخاوفه من أن هذه الإجراءات قد تدفع القطاع نحو "أزمة وجودية". ويأتي هذا التحذير في ظل بيئة اقتصادية متوترة، حيث تؤثر الرسوم المتزايدة بشكل مباشر على القدرة التنافسية للشركات الأوروبية.

في رسالة موجهة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، شدد رئيس الاتحاد، بيرترام كافلات، على أن الرسوم الجمركية الموسعة قد "أثارت مزيدًا من الغموض في أوساط الصناعة الأوروبية". وأوضح أن الأضرار الناجمة عن هذه الرسوم، بالإضافة إلى احتمال زيادتها في الأشهر المقبلة، تدفع قطاعات الآلات الرئيسية نحو حافة أزمة وجودية حقيقية. هذا التحذير يعكس قلقًا عميقًا في ألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها الصناعية، وخاصة في قطاع الآلات الذي يُعد الأكبر في أوروبا.

تعود جذور الأزمة الحالية إلى اتفاق إطاري تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر يوليو 2025. كان هذا الاتفاق يهدف إلى فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك سلع حيوية مثل السيارات، الأدوية، ورقائق أشباه الموصلات. ومع ذلك، فإن الإجراءات الأمريكية الأخيرة بتوسيع نطاق الرسوم على الصلب والألومنيوم قد تجاوزت هذه النسبة بكثير، لتصل إلى 50% على المنتجات التي تحتوي على مشتقات من هذه المعادن.

لقد فرضت إدارة ترامب في وقت سابق من العام رسومًا جمركية بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم، ثم قامت وزارة التجارة الأمريكية بتوسيع نطاق هذه الرسوم لتشمل مئات المنتجات الأخرى التي تحتوي على مشتقات من هذين المعدنين. هذا التوسع يعني أن حوالي 30% من صادرات الآلات الأوروبية إلى الولايات المتحدة تواجه الآن رسومًا بنسبة 50% على محتواها المعدني، مما يهدد بتضييق الخناق على المصدرين الأوروبيين.