الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

من الرياض إلى العالم. كيف سيرسم هيوماين تشات مستقبل الذكاء الاصطناعي العربي


الثلاثاء   19:08   26/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - عندما أعلنت شركة "هيوماين (Humain)" السعودية عن إطلاق تطبيقها للمحادثة المدعوم بالذكاء الاصطناعي "هيوماين تشات (Humain Chat)"، والذي يعتمد على نموذج اللغة الكبير "ALLAM 34B"، سارعت العديد من وسائل الإعلام إلى وصفه بأنه "رد المملكة على تشات جي بي تي". ومع أن هذا التشبيه قد يكون مناسبًا للوهلة الأولى كمقارنة سريعة، إلا أنه لا يجسد الصورة الكاملة للمشروع. "هيوماين تشات" ليس مجرد روبوت محادثة عادي، بل هو مشروع تقني تم تصميمه بعناية فائقة، مع مراعاة الجوانب الثقافية، ويحمل أهدافًا استراتيجية تتجاوز مجرد كونه تطبيقًا جديدًا. يعكس هذا الإطلاق التوجه الذي تتبناه المملكة العربية السعودية، وربما العالم العربي ككل، في مجال الذكاء الاصطناعي.

إن حصر هذا الحدث في كونه مجرد إعلان عن "تطبيق جديد" يتجاهل الأبعاد الأعمق للمشروع، والتي تشمل السيادة التقنية، والتمثيل الثقافي، والمنافسة الإقليمية، وحتى الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وقد أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "هيوماين"، طارق أمين، هذا المنظور في مقابلة خاصة، مشددًا على أن "علّام ليس مجرد نموذج لغوي كبير آخر، بل هو إعلان واضح بأن العالم العربي يمتلك القدرة على ابتكار وتدريب وتشغيل ذكاء اصطناعي بمستوى عالمي، وبمعاييره الخاصة".

يمثل إطلاق "هيوماين تشات" خطوة حاسمة نحو تحقيق السيادة التقنية للمملكة العربية السعودية والعالم العربي. فمن خلال تطوير نماذج لغوية كبيرة مثل ALLAM 34B محليًا، تقلل المملكة اعتمادها على التقنيات الأجنبية، مما يعزز أمنها السيبراني ويضمن التحكم الكامل في بياناتها الحساسة وتطبيقاتها الاستراتيجية.

لم يأتِ تطوير ALLAM 34B من فراغ، بل هو نتاج عمل فريق يزيد عن 120 خبيرًا في الذكاء الاصطناعي داخل السعودية، نصفهم من النساء، مما يعكس التزام المملكة بتنمية الكفاءات المحلية وتعزيز التنوع في قطاع التكنولوجيا. هذا التركيز على بناء القدرات المحلية يضمن استدامة الابتكار وريادة الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

يتميز "هيوماين تشات" بكونه تطبيقًا عربيًا أولاً، فقد تم تدريبه على واحدة من أكبر مجموعات البيانات العربية المجمعة على الإطلاق. وهذا يعني أنه مصمم خصيصًا لفهم الفروق الدقيقة في اللغة العربية، بما في ذلك اللهجات المتنوعة، ويتوافق مع القيم الثقافية والإسلامية. هذه الخاصية تجعله أكثر من مجرد أداة لغوية؛ إنه حافظ للهوية الثقافية وجسر لأكثر من 400 مليون ناطق باللغة العربية حول العالم.

تاريخياً، واجهت نماذج اللغة الكبيرة التي تُدرّب بشكل أساسي على البيانات الإنجليزية صعوبة في التقاط الفروق اللغوية والثقافية للغة العربية. "ALLAM 34B" يعالج هذه الفجوة بشكل مباشر، مما يجعله نموذجًا فريدًا وقويًا يخدم احتياجات المستخدمين العرب بشكل فعال. وقد أثبتت التقييمات المستقلة، مثل تلك من "كوهير"، تفوقه كأقوى نموذج عربي متاح.


مشاركة عبر: