الاتحاد البريدي العالمي: 25 دولة تعلق إرسال شحنات بضائعها للولايات المتحدة

اخبار هنا العالم - في تطور يعكس حالة من الارتباك وعدم اليقين في حركة التجارة الدولية، أعلن الاتحاد البريدي العالمي (UPU)، وهو منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة ومقرها سويسرا، أن 25 دولة من أعضائه قد علقت شحنات البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. جاء هذا الإجراء ردًا على قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإلغاء قاعدة ضريبية جمركية كانت تعفي الطرود صغيرة الحجم (التي تقل قيمتها عن 800 دولار أمريكي) من الرسوم الجمركية، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 29 أغسطس 2025.

لطالما كانت الشحنات ذات القيمة المنخفضة تتمتع بإعفاء جمركي في الولايات المتحدة، مما ساهم في تسهيل حركة التجارة الإلكترونية العابرة للحدود بشكل كبير. ومع ذلك، يهدف القرار الأمريكي الجديد إلى معالجة مخاوف متعددة، بما في ذلك التهرب من الرسوم الجمركية، والسلع المقلدة، ونقص الرؤية في إنفاذ القانون. وقد أثار هذا التحول في السياسة موجة من ردود الفعل العالمية، حيث وجدت العديد من الدول نفسها مضطرة لإعادة تقييم عملياتها البريدية والتجارية مع الولايات المتحدة.

يُعد الاتحاد البريدي العالمي، الذي يضم 192 دولة عضو، ثاني أقدم منظمة دولية في العالم، ويعمل على تعزيز التعاون بين الهيئات البريدية لتسهيل حركة البريد والشحن الدولي. وقد أعرب الاتحاد عن قلقه البالغ بشأن تعليق الشحنات في رسالة رسمية موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مما يؤكد على الأهمية الكبيرة لهذا التطور وتداعياته المحتملة على سلاسل الإمداد العالمية.

على الرغم من أن الاتحاد البريدي العالمي لم يكشف عن قائمة كاملة بالدول المتأثرة، إلا أن عدة دول أعلنت صراحة عن تعليق شحناتها. من بين هذه الدول، تبرز أستراليا والنرويج وسويسرا. كما انضمت دول آسيوية مثل الهند وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند ونيوزيلندا إلى القائمة. في أوروبا، شهدت دول رئيسية مثل ألمانيا، الدنمارك، السويد، إيطاليا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، بريطانيا، وإسبانيا، تعليق خدماتها البريدية إلى الولايات المتحدة، مع إعلان بعضها عن توقف فوري والبعض الآخر عن تعليق مؤقت اعتبارًا من الأسبوع المقبل.