جفاف نهر العاصي يهدد القطاع الزراعي في حماة بسوريا

اخبار هنا العالم - لم يعد نهر العاصي ذلك الشريان الحيوي الذي يزين مدينة حماة والمناطق السورية التي يعبرها. فلقد تراجعت مياهه بشكل لم يسبق له مثيل، لتكشف عن قاع جاف مليء بالشقوق والحجارة. هذا التغير الدراماتيكي طال أيضًا ضفاف النهر، التي أصبحت تغطيها الطحالب والحشائش، مما يغير المشهد الطبيعي الذي اعتاد عليه السكان. الأثر الأكثر وضوحًا لهذا الجفاف هو صمت النواعير التاريخية، التي توقفت عن الدوران وبهتت ألوانها منذ شهور، لتفقد المدينة جزءًا كبيرًا من هويتها البصرية والصوتية.
يتجسد عمق هذه الأزمة في معاناة المزارعين الذين يعتمدون بشكل مباشر على مياه العاصي. يقف المزارع سامر العوض في بستانه، الذي كان يومًا عامرًا بالخضرة والثمار، متأملًا أشجاره التي فقدت حيويتها، وإلى جواره أكوام من الأغصان اليابسة التي يحملها على جراره. يبدو الأسى واضحًا على وجهه، وهو يرى حقله الذي كان مصدرًا للرزق الوفير يتحول إلى أرض قاحلة.
وفي شهادة مؤثرة أخرى، يصف المزارع عبد الرزاق، الذي تعتمد زراعته بالكامل على النهر، الوضع بأنه "مأساوي للغاية". فثماره قد احترقت بسبب نقص المياه، وأشجاره ذبلت. هذه الشهادات تسلط الضوء على الخسائر الاقتصادية الفادحة التي يتكبدها المزارعون، وتهدد سبل عيش الآلاف من العائلات.
وفي ظل هذا الشح المائي، يضطر المزارعون إلى اللجوء لتدابير يائسة. يقوم عبد الرزاق بتقليم الأغصان اليابسة من أشجاره، ويستعين بصهاريج المياه لترطيب ما تبقى من الأشجار، وذلك في حدود إمكانياته المالية المحدودة. هذه الحلول الفردية، رغم أهميتها في التخفيف من حدة الأزمة، تبقى غير كافية لمواجهة حجم الكارثة البيئية والزراعية.
تعود أزمة جفاف نهر العاصي إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها التغيرات المناخية التي أدت إلى انخفاض غير مسبوق في معدلات هطول الأمطار والثلوج، خصوصًا في جبال لبنان الغربية التي تغذي النهر. يضاف إلى ذلك سوء إدارة الموارد المائية، وارتفاع أسعار الأسمدة، ونقص الدعم الحكومي للقطاع الزراعي، مما يزيد من تفاقم الوضع ويضع الأمن الغذائي في سوريا على المحك، مع انخفاض إنتاج القمح وغيره من المحاصيل الرئيسية.
استجابة للمناشدات المتكررة من المزارعين ونتيجة لتلف محاصيلهم، قامت السلطات المحلية بفتح سد الرستن على مجرى النهر في حمص. تم ضخ كميات محدودة من المياه لسقاية الأراضي والأشجار، مما سمح بجريان النهر لمدة يومين بمعدل بسيط. ففي 13 أغسطس 2025، تم فتح السد للمرة الرابعة هذا العام، بضخ حوالي 4 ملايين متر مكعب من المياه بمعدل تدفق يتراوح بين 10 إلى 12 مترًا مكعبًا في الثانية. هذا الإجراء، وإن كان قد أنقذ جزءًا من المحاصيل المتضررة، إلا أنه يعتبر حلًا مؤقتًا لا يعالج جذور المشكلة.
مشاركة عبر:
-
مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثون لتغير المناخ (كوب 30): تحديات لوجستية وجيوسياسية تهدد وحدة الصف العالمي في مواجهة أزمة المناخ
13/10/2025 14:20
-
تقييم عالمي يحذر من تراجع أكثر من نصف أنواع الطيور بسبب إزالة الغابات
13/10/2025 00:44
-
دراسة تحذر: المياه المعبأة في الزجاجات البلاستيكية تحتوي على جسيمات دقيقة تهدد صحة الإنسان
13/10/2025 00:44
-
إندونيسيا ترفع تحذير "تسونامي" بعد زلزال قوي ضرب الفلبين
10/10/2025 15:02
-
دراسة: الشعاب المرجانية قد تتكيف مع تغير المناخ
06/10/2025 00:03
-
فرق الدفاع المدني في ميسان تنقذ جمالاً من مستنقع نفطي مكشوف في العراق
04/10/2025 00:47
-
حصيلة قتلى الفيضانات في تايلاند ترتفع إلى 7 أشخاص
27/09/2025 21:12
-
الصين تُعطل المدارس والمواصلات في مدن جنوبية تحسبًا للإعصار راغاسا
23/09/2025 12:11
-
زلزال تبلغ شدته 7.8 درجة قبالة أقصى الشرق الروسي وتحذيرات من تسونامي
18/09/2025 23:37
-
زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب قبالة سواحل الشرق الأقصى الروسي
13/09/2025 15:36