من التحوّل الرقمي إلى "مساحة العمل الوكيلة"... الخليج يدخل مرحلة جديدة من التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي

---

أخبار هنا العالم - في وقت تتسارع فيه وتيرة التحوّل الرقمي في منطقة الخليج، تبرز ملامح مرحلة جديدة من الابتكار التقني، تتجاوز المفاهيم التقليدية للأتمتة والخدمات الذكية، نحو ما بات يُعرف بـ**"مساحة العمل الوكيلة" (Agentic AI Workspace)**، حيث يتعاون البشر ووكلاء الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب لإنجاز المهام.

هذه النقلة النوعية، التي تمثل تحولًا استراتيجياً في طبيعة بيئات العمل، تأتي وسط تصاعد التهديدات السيبرانية، مما يدفع الحكومات والشركات إلى البحث عن حلول أمنية متقدمة لحماية البنى الرقمية المتطورة.

وخلال قمة "Proofpoint Protect 2025" التي عُقدت في مدينة ناشفيل الأميركية، وحضرتها صحيفة الشرق الأوسط، كشفت شركة "بروفبوينت" الرائدة في مجال الأمن السيبراني عن مجموعة من الابتكارات الأمنية المصممة خصيصًا لحماية بيئات العمل التي تعتمد على وكلاء الذكاء الاصطناعي.

الخليج في صدارة التحوّل

وتواصل دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، المضي قدمًا في استراتيجيات التحول الرقمي، التي تشمل نقل الخدمات إلى الحوسبة السحابية، وإنشاء مراكز بيانات سيادية، وأتمتة قطاعات متعددة، في إطار رؤى وطنية طموحة، أبرزها "رؤية السعودية 2030" التي تضع الذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجياتها التنموية.

ويمثل مفهوم "مساحة العمل الوكيلة" خطوة متقدمة نحو تعزيز الكفاءة والإنتاجية، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي كعنصر فاعل في بيئة العمل، وليس مجرد أداة مساعدة. ويُنتظر أن تسهم هذه التحولات في إعادة تشكيل طبيعة العمل، والتفاعل مع البيانات، واتخاذ القرار داخل المؤسسات.

من التحديث إلى الابتكار العميق

وفي هذا السياق، لا يُعد التحول الجاري مجرد تحديث تقني، بل هو إعادة تعريف للبنية المؤسسية، حيث يتحول "الوكلاء الرقميون" من فكرة مستقبلية إلى واقع ملموس، قادر على التعامل مع المهام المعقدة، والتفاعل مع المستخدمين، وحتى اتخاذ قرارات مدعومة بالبيانات والمعرفة الاصطناعية.

ومع دخول الخليج هذا الأفق الجديد، يبدو أن التعاون بين الإنسان والآلة لم يعد خيارًا مستقبليًا، بل ضرورة حتمية لمواكبة متطلبات الأمن، والتنافسية، والتحوّل في بيئة العمل الرقمية.

---

مشاركة عبر:

---