مسيرة في تونس تطالب بالحريات في ظل تصاعد المحاكمات السياسية

---

أخبار هنا العالم - تظاهر المئات في مسيرة حاشدة في العاصمة تونس، السبت، للمطالبة بالحريات والحقوق السياسية، وهي الثانية خلال أسبوع. وقد انطلقت المسيرة من ساحة باستور تحت شعار "لا تعليق للنضالات ولا لقمع الحريات"، حيث شارك فيها سياسيون ونشطاء من المجتمع المدني والجمعيات والحركات النسوية، إضافة إلى عدد كبير من الشباب. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام، كما رفعوا هتافات تطالب بحرية القضاء وعدم الانصياع للتعليمات السياسية.

تزامنت المسيرة مع إصدار محكمة الاستئناف أحكامًا مشددة ضد العشرات من الموقوفين في القضية الشهيرة المعروفة بـ "قضية التآمر على أمن الدولة"، حيث تراوحت الأحكام بين 10 و45 عامًا ضد حوالي 40 شخصًا من بينهم سياسيون معارضون ونشطاء حقوقيون ورجال أعمال. كما تم تأكيد أحكام بالسجن ضد شخصيات بارزة مثل السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي، الذي حكم عليه بالسجن 12 عامًا، والمحامي المعارض العياشي الهمامي الذي حكم عليه بثلاثة أعوام. هذه المحاكمات تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف بشأن القمع السياسي وتقييد حرية التعبير في البلاد.

تسلط هذه التطورات الضوء على القلق المتزايد في تونس بشأن الحريات العامة وممارسة المعارضة في ظل النظام الحالي. كما أنها تثير مخاوف من القيود المفروضة على منظمات المجتمع المدني، التي شهدت تجميد أنشطتها في إطار حملة تدقيق ضريبي حكومي. وتواجه الحكومة التونسية انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية دولية والبرلمان الأوروبي، في وقت يصر فيه الرئيس قيس سعيد على أن حكومته تخوض "حرب تحرير" ضد الفساد وتعمل على "تفجير مؤسسات الدولة" من الداخل، وفقًا لما صرح به سابقًا.

---

مشاركة عبر:

---