الرمثا نافذة الشمال العصية
أخبار هنا العالم - ماجدة الشوبكي
على كتف الشمال، تتكئ الرمثا، نافذة الاردن الشمالية، تجدها خلية من النشاط والحيوية، تحتوي هم الوطن، وترفل بالانتماء والولاء، حاول ان يندس اليها خلسة اعداء للإنسانية والحياة والوطن، كالحرباء تلونوا بثوب الود والصلاة ، فكان دعاء البسطاء، قبل المآذن رسول امن نحو السماء،ليبقى لواء الوطن عاليا ، وأرضة لا تعرف إلا حمرة الورد، وطيب الفداء.
لم يكن ما حدث في الرمثا حادثًا عابرًا، ولا تفصيلاً يأتي على هامش الأيام. كان حدثًا صاغه رجالٌ من معدنٍ آخر، رجالٌ نذروا العمر للواجب، وأقسموا أن يظلّ الوطن فوق كل اعتبار. ما جرى هناك لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاج جهد كبير بذله شباب قواتنا الباسلة وجنود الحق الأشاوس، جهد نابع من الحب… من الانتماء… من إخلاص لا يعرف المساومة، لوطن نعيش فيه بسلام لأنهم يسهرون في صمت.
كنّا نمضي في روتين الأيام، نحلّق مطمئنين في فضاء الوطن، بينما يقف هؤلاء الأبطال على بوابات الخطر، كملائكةٍ من نور، يحملون أرواحهم على أكفهم، ويضعون حلمهم وجهدهم سقفًا نسمو تحته. وعندما يقترب الخطر من أحد أبناء الوطن، يتحولون إلى أسودٍ وصقورٍ ونسور، عزيمتهم لا تلين، وبأسهم شديد، لا يعرف التراجع، يذودون عن الصغير قبل الكبير، ويحرسون كل ذرة تراب من هذا التراب الطهور بالروح والمهج.
واقعة الرمثا لم تكن مجرد مواجهة؛ كانت رسالة صريحة وواضحة لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الأردن أو المساس بقيادته وشعبه. رسالة تقول إن هذا الوطن ليس ساحة مفتوحة، وإن حدوده ليست رمالًا تتحرك، بل هي خطوط حمراء رسمتها دماء الشهداء وتتكفل بحمايتها سواعد الرجال.
نحن الأردنيين، شعبًا وقيادة، صوت واحد في ساعات الحقيقة. نحن صدى جيشنا وأجهزتنا الأمنية، نثق بهم كما يثق القلب بنبضه، ونعلم أن الأمن الذي نعيش في ظله هو الثمرة التي سقوها بعرقهم وصبرهم وشجاعتهم.
لقد برهنت الرمثا أن الأردن، مهما حاول البعض اختباره، سيبقى عصيًّا على الانكسار. فهنا لا نعرف إلا قتال الأبطال… ولا نملك سوى الولاء… ولا نرفع سوى راية واحدة: راية الأردن.
• رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام - ووحدة تمكين المرأة والشباب والتنمية بلدية الشوبك
مشاركة عبر:
-
اللهم احفظ هذا الوطن آمنا -
الرمثا نافذة الشمال العصية -
خان أمّه -
جلالة الملك صانع الفرص .. والمؤسسات شريك الإنجاز -
الأردن وطن لا ترتجف رايته ولا تنحني هيبته -
الشرق والغرب: المعادلة الصعبة -
السردية الأردنية في قلب الخطاب السياسي -
شتي يا دنيا شتي -
الحراك العبثي وتسلل الخطاب المشوَّه إلى الهوية الوطنية -
الأحزاب ووصايتها إلى ضمير نوّابها