صيف الأردن في المدرج الروماني

اخبار هنا العالم - من قلب العاصمة عمّان، وتحديدًا على أرض المدرج الروماني العريق الذي يحكي قصصًا عريقة من التاريخ والحضارات، تواصلت ليالي مهرجان "صيف الأردن" لتستقبل أعدادًا غفيرة من الجماهير. تلاشت الحدود بين الأصوات الفنية الحديثة وروح المكان التاريخي، مما أضفى على المهرجان طابعًا فريدًا يمزج بين الماضي العريق وحيوية الحاضر المتجدد.

يعتبر المدرج الروماني في عمّان من أبرز المعالم الأثرية في الأردن، حيث بُني في القرن الثاني الميلادي إبان حكم الإمبراطور أنطونيوس بيوس. هذا الصرح التاريخي، الذي يتسع لاستيعاب حوالي ستة آلاف متفرج، تحول بفضل مهرجان صيف الأردن من معلم صامت إلى مسرح ينبض بالحياة، ليُظهر كيف يمكن للفنون أن تعيد التاريخ إلى الحاضر وتجعله جزءًا لا يتجزأ من حياة المدينة الحديثة. لا يقتصر دوره على استضافة المهرجانات فحسب، بل يشهد أيضًا فعاليات احتفالية بمناسبات وطنية مثل عيد الاستقلال وأعياد الأضحى، مما يؤكد مكانته كرمز ثقافي حي في الأردن.

المدرج الروماني، بتصميمه الهندسي الرائع، لم يكن مجرد مكان للعروض في العصور الرومانية، بل كان مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية. اليوم، تواصل هذه التحفة المعمارية دورها كحاضنة للفعاليات الفنية، مستفيدة من قدرتها الاستيعابية الكبيرة التي تجعلها مثالية لاحتضان الجماهير الغفيرة، وتقديم تجربة فريدة تجمع بين عظمة الماضي وجمال الفن.

يُعد مهرجان صيف الأردن مثالًا حيًا على كيفية دمج التراث الثقافي الغني مع الفعاليات المعاصرة. فمن خلال استضافة الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية في هذا الموقع التاريخي، يتم تنشيط الحراك الثقافي والسياحي في المملكة، وإتاحة الفنون لجميع فئات المجتمع. هذه المبادرة تبرز الرؤية الثقافية للمملكة في إبراز هويتها الأصيلة أمام مواطنيها وزوارها، وتؤكد أن الثقافة ليست محصورة في القاعات المغلقة، بل يمكن أن تزدهر في أحضان المعالم التاريخية.

شهدت ليالي المهرجان تفاعلًا حماسيًا من قبل الجمهور، الذي ضم مختلف الأعمار والاهتمامات. فمع الأغاني الوطنية والتراثية والمعاصرة التي قدمها الفنانون الأردنيون، تحولت الساحة إلى كورال كبير، حيث ردد الحضور الكلمات مع المؤدين. هذه اللحظات الجماعية عكست روح الانتماء والفرح، وحولت الأمسيات إلى احتفاليات اجتماعية وثقافية جمعت الأجيال، مما يعزز الروابط المجتمعية وينعش قلب العاصمة.

#اخبار_هنا_العالم