الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الأنواع الاستوائية تسيطر على البحر الأبيض المتوسط وتغير بيئته


الجمعة   23:32   22/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - يشهد شرق البحر الأبيض المتوسط تحولاً بيئياً غير مسبوق، حيث يلاحظ الغواصون والمراقبون مياهاً دافئة وشفافة بشكل ملحوظ، مصحوبة بوفرة من الكائنات البحرية الجديدة والغريبة. هذا التغير الجذري يفسر على أنه نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر على المنطقة، مما يؤدي إلى استقرار أنواع مفترسة قادمة من البحار الاستوائية في بيئة البحر المتوسط، بينما تتناقص أعداد الأسماك المحلية بشكل ملحوظ.


ارتفاع قياسي في درجات الحرارة
يؤكد العلماء أن البحر الأبيض المتوسط هو واحد من أسرع البحار ارتفاعًا في درجات الحرارة على مستوى الكوكب. ففي العام الحالي، سجلت درجات الحرارة في يونيو ويوليو مستويات قياسية لم يسبق لها مثيل، وفقًا لبيانات شركة "ميركاتور" الدولية لمراقبة المحيطات. وقد أظهرت أحدث تحليلات ميركاتور أن متوسط درجة حرارة سطح البحر في يوليو وصل إلى 26.68 درجة مئوية، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ بدء جمع البيانات.

الجدير بالذكر أن هذا المتوسط العام يخفي وراءه ظواهر مناخية محلية أكثر تطرفاً، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق 30 درجة مئوية، ووصلت قبالة السواحل المصرية إلى 31.96 درجة مئوية في 15 أغسطس 2024. هذه الظاهرة لا تقتصر على سطح البحر فحسب، بل تمتد إلى الأعماق، حيث تواجه الكائنات البحرية، التي كانت تلجأ في السابق إلى المياه الباردة في الأعماق، ضغوطاً حرارية متزايدة في عمود الماء بأكمله. هذا يعني أن البحر أصبح أكثر دفئاً في كل المستويات التي تشكل بيئة حيوية للأسماك، اللافقاريات، والطحالب.

أدت المياه الدافئة إلى فتح "بوابة بيولوجية" واسعة، حيث تعبر مئات الأنواع البحرية من البحر الأحمر عبر قناة السويس لتجد موطناً جديداً لها في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. مع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت الأنواع الاستوائية وشبه الاستوائية قادرة على التكيف والبقاء والازدهار في مناطق أبعد نحو الشمال والغرب مما كان ممكناً في الماضي، مهددة التنوع البيولوجي الأصلي للمنطقة.

من أبرز هذه الأنواع الغازية هي سمكة الأسد (Lionfish)، وهي نوع لافت للنظر بزعانفها الطويلة المرقطة، ولكنه شديد السمية ومفترس شرس. أصبح وجود سمكة الأسد شائعاً الآن في خلجان أنطاليا وشعابها المرجانية، حيث تسبب في تناقص سريع لأعداد الأسماك الصغيرة والكائنات المحلية. بدأت سمكة الأسد غزوها للمتوسط منذ عام 2012 في مياه قبرص، وانتشرت بسرعة مذهلة، مما يهدد الشعاب المرجانية ويعطل حركة الصيد في مناطق مثل لبنان وغزة.


#اخبار_هنا_العالم


مشاركة عبر: