الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

كارثة بيئية صامتة.. الحرب تدفع السودان نحو التصحر


الجمعة   21:49   22/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - في ظل النزاع الدائر، أصبح مشهد الأشجار التي تسقط بفعل الفؤوس يوميًا في الخرطوم والعديد من الولايات السودانية. يبحث السكان عن الحطب والفحم كبدائل حيوية للطاقة في ظل النقص الحاد في الغاز والوقود، مما يدفعهم إلى تدمير أشجار قديمة تعود لمئات السنين.

أظهرت دراسة محلية في منطقة جبل مرة بوسط دارفور مدى التدهور الحاد في كثافة الأشجار، حيث انخفض العدد من 400 شجرة لكل هكتار في عام 1998 إلى 126 شجرة في عام 2003، ثم إلى 27 شجرة فقط في عام 2016. هذه الأرقام تعكس الأثر التراكمي للنزاعات الطويلة على النظم البيئية الهشة في السودان.

تأثيرات الحرب: تسريع وتيرة الدمار
الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 فاقمت الأزمة البيئية بشكل كبير. فوفقًا لمركز CEOBS، تسببت العمليات العسكرية وانهيار سلاسل الإمداد بالوقود في فقدان ما لا يقل عن 6,126 هكتار من الغطاء الطبيعي في ولاية الجزيرة وحدها.

شاهد هذا الفيديو لتفهم الأزمة البيئية في السودان بشكل أعمق، حيث توضح الميليشيات السودانية كيف تتربح من قطع الأشجار غير القانوني في الغابات، مما يفاقم الأزمة البيئية.

زيادة الطلب على الفحم والحطب:
في مناطق أخرى مثل نيالا، ارتفعت أسعار الفحم إلى خمسة أضعاف، مما دفع السكان إلى قطع المزيد من الأشجار لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطاقة. هذه الممارسات غير المستدامة تزيد من الضغط على الغطاء الغابي المتبقي.

بيانات مثيرة للقلق من منصة Atlai:
توضح بيانات منصة Atlai أن السودان خسر في عام 2023 وحده 20,300 هكتار من الغطاء الشجري، 89% منها بسبب الزراعة المتنقلة. وعلى الرغم من تسجيل مكاسب محدودة في إعادة التشجير بلغت 131,289 هكتار (زيادة بنسبة 3.45%)، إلا أن هذه الجهود لا تعوض الخسائر المستمرة بوتيرة متسارعة.

تُظهر تقارير أخرى أن السودان فقد حوالي 60% من غاباته خلال العقود الثلاثة الماضية، وهو تراجع كارثي يهدد بفقدان التنوع البيولوجي، وزيادة معدلات التصحر، وتدهور التربة. هذا النزيف البيئي لا يؤثر فقط على البيئة، بل يمتد ليشمل فقدان التوازن الإيكولوجي ويهدد الأمن الغذائي.

الآثار البيئية والثقافية: خسارة لا تعوض
إلى جانب الأبعاد البيئية، فإن قطع الأشجار المعمرة يمثل خسارة لإرث ثقافي وطبيعي يعود لمئات السنين. بعض هذه الأشجار مصنفة كأنواع نادرة وذات قيمة تاريخية عميقة في الذاكرة المحلية. فقدانها يعني محو جزء من هوية المجتمعات المحلية، وضياع كنوز طبيعية وتراثية لا يمكن تعويضها.



#اخبار_هنا_العالم


مشاركة عبر: