الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

النفايات الإلكترونية: تحديات وفرص اقتصادية مستدامة في الخليج


الخميس   00:31   16/10/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - في عام 2022 وحده، أنتج العالم ما يقارب 62 مليار كيلوغرام من النفايات الإلكترونية. وعلى الرغم من هذا الرقم الضخم، لم يتم تدوير سوى أقل من 25% منها بشكل رسمي. أما النسبة المتبقية، فقد انتهت في مدافن النفايات أو في الأسواق غير الرسمية، مما أدى إلى تسرب المواد السامة وضياع ما يُقدّر بنحو 78 مليار دولار أميركي من الموارد القابلة للاسترداد، فضلاً عن التكاليف الصحية المرتبطة بهذه النفايات.

ووفقًا لتقرير منظمة التعاون الرقمي (DCO)، فإن كل جهاز إلكتروني غير مستخدم، سواء كان هاتفًا محمولًا أو كمبيوترًا محمولًا أو أي جهاز آخر، لا يُمثل تهديدًا بيئيًا فحسب، بل يشكل أيضًا فرصة اقتصادية مهدرة. ومع تطلع دول الخليج إلى بناء اقتصاد رقمي مستدام، تتاح اليوم فرصة كبيرة لتحويل هذا التحدي إلى قصة نجاح عالمية، وتتصدر المملكة العربية السعودية المشهد في هذا المجال.

النفايات الإلكترونية في منطقة الخليج

تُقدّر منظمة التعاون الرقمي أن النفايات الإلكترونية العالمية تحتوي على 31 مليار كيلوغرام من المعادن، لكن لا يُسترد منها سوى 22% في الوقت الراهن. وإذا تمكن العالم من رفع معدل التدوير إلى 60% بحلول عام 2040، فإن القيمة السنوية للمواد المستردة قد تتجاوز 57 مليار دولار. بالنسبة لدول الخليج، يُمكن أن تشكّل هذه النسبة فرصة ضخمة لخلق سلاسل توريد دائرية، وتوفير وظائف خضراء. وفي هذا السياق، تُعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في هذا التحول الاستراتيجي، في إطار رؤية السعودية 2030، مع التركيز على الاستثمار في قطاع التدوير.

الجهود السعودية في معالجة النفايات الإلكترونية

تعد المملكة العربية السعودية من الدول التي تتقدم جهودها الإقليمية في مجال التدوير وإدارة النفايات الإلكترونية، حيث تسهم هذه الجهود في تحويل المملكة إلى مركز ريادي في هذا القطاع. ومن أبرز إنجازات المملكة في هذا الصدد:

إنشاء الشركة السعودية للاستثمار في التدوير (SIRC): تأسست هذه الشركة في عام 2017 وهي الأكبر في مجال إدارة النفايات الصناعية في منطقة الخليج، وتعمل على تطوير وتوسيع حلول التدوير المستدامة.

مبادرة "أعد تدوير جهازك": أطلقت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST) هذه المبادرة التي تشجع المواطنين على تسليم أجهزتهم القديمة من أجل إعادة استخدامها أو تدويرها بشكل آمن. تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي البيئي وتعظيم الاستفادة من النفايات الإلكترونية.

الخطة الوطنية للتدوير: تتضمن خطة المملكة بناء أكثر من 840 منشأة تدوير ومعالجة بحلول عام 2040، وهو ما يساهم بشكل كبير في تعزيز البنية التحتية لهذا القطاع. كما تم تخصيص 100 مليار ريال سعودي للاستثمار في قطاع التدوير حتى عام 2035.

محو بيانات الأجهزة المُعادة: من أهم العناصر التي تساهم في بناء الثقة بين المستخدمين والجهات المعنية هو ضمان محو البيانات بشكل كامل من الأجهزة الإلكترونية المُعاد تدويرها، مما يعزز من قبول هذه المبادرات من قبل الأفراد والشركات.

فرص واعدة لتسريع التحول نحو التدوير المستدام

تستمر المملكة العربية السعودية في تقديم نموذج رائد في التدوير وإعادة استخدام النفايات الإلكترونية، ما يجعلها في مقدمة الدول التي يمكن أن تحقق تحولًا كبيرًا في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط والعالم. وتُظهر التوقعات أن التوسع في هذه المبادرات قد يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في المنطقة، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات التكنولوجيا الخضراء وإدارة النفايات.

إن التعامل مع النفايات الإلكترونية ليس مجرد تحد بيئي، بل هو أيضًا فرصة اقتصادية ضخمة يمكن استغلالها لدعم أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار التكنولوجي في المنطقة.


مشاركة عبر: