الاتحاد الأوروبي وإسبانيا يرفضان تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بسبب الإنفاق الدفاعي

---

أخبار هنا العالم - بروكسل/مدريد – الأربعاء، 15 تشرين الأول 2025

رفضت المفوضية الأوروبية والحكومة الإسبانية، اليوم الأربعاء، التهديدات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على إسبانيا، على خلفية موقفها الرافض للامتثال لهدف الإنفاق الدفاعي المقترح ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وكان الرئيس ترامب قد صرّح بأنه "مستاء جداً" من إسبانيا، باعتبارها الدولة الوحيدة في الحلف التي لم توافق على الهدف الجديد المقترح، والمتمثل بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيراً إلى أنه يدرس فرض "عقوبات تجارية" على مدريد. وأضاف أنه قد يجعل إسبانيا "تدفع ضعف ما تدفعه" حالياً في إطار المفاوضات التجارية الجارية.

وفي هذا السياق، شدد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أولوف جيل، خلال إفادة صحفية في بروكسل، على أن السياسة التجارية تعد من صلاحيات الاتحاد الأوروبي الحصرية، مؤكداً أن المفوضية "سترد بشكل مناسب، كما هو الحال دائماً، على أي إجراءات تُتخذ ضد واحدة أو أكثر من الدول الأعضاء في الاتحاد".

وأشار جيل إلى أن الاتفاق التجاري القائم بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والذي تم توقيعه في تموز/يوليو الماضي، يمثل الإطار الصحيح لمعالجة أي خلافات أو قضايا تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

من جانبها، أكدت وزارة الاقتصاد والتجارة الإسبانية، في بيان رسمي، أن النقاش حول الإنفاق الدفاعي في إطار الناتو "لا يجب أن يُفهم على أنه زيادة في الإنفاق لمجرد الزيادة، بل ينبغي أن يكون مرتبطاً بالاستجابة للتهديدات الحقيقية، وبناء القدرات الدفاعية اللازمة لتعزيز الأمن الجماعي لحلف شمال الأطلسي".

وبيّنت الوزارة أن إسبانيا رفعت إنفاقها الدفاعي الاسمي من 0.98% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017 إلى 2% في عام 2025، وهو ما يعادل نحو 32.7 مليار يورو (38 مليار دولار)، ما يعكس التزامها الفعلي والمستمر في تطوير القدرات الدفاعية والمشاركة الفاعلة في مهام الحلف.

ويأتي هذا التوتر في وقت يشهد فيه التحالف عبر الأطلسي نقاشات متزايدة حول تقاسم الأعباء الدفاعية، مع اقتراب موعد القمة القادمة لحلف الناتو، وسط دعوات أميركية متكررة لرفع الإنفاق الدفاعي من قِبل الدول الأعضاء.

---

مشاركة عبر:

---