الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الأردن .. الحكمة التي تنحاز للحق دائماً


الأربعاء   01:41   15/10/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - محمد بلقر

في زمن تتكاثر فيه الأصوات وتتضارب المواقف، يبقى الأردن ثابتاً على مبدأ لا يتغير، عنوانه الحق، ووجهته الضمير، وسنده القيادة الهاشمية التي جعلت من الحكمة نهجاً ومن العدالة ميزاناً. الأردن لا يساوم على مبادئه، ولا ينساق خلف الضجيج، بل ينحاز دائماً الى ما تمليه عليه القيم، وما يقتضيه واجب الإنتماء الإنساني والعربي الأصيل.

منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم، كان الموقف الأردني مرآة للثبات والإتزان، يحكمه العقل وتوجهه البصيرة، في كل محطة من محطات التاريخ الحديث، كان الأردن يقف إلى جانب القضايا العادلة دون تردد، ويترجم مواقفه بالفعل لا بالشعارات، ومن فلسطين إلى كل ساحة تحتاج الى كلمة حق، ظل صوته واضحاً، لا يرتجف ولا يتلون.

بقياة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، رسخ الأردن نهجاً دبلوماسياً ناضجاً، يجمع بين الحزم والاعتدال، ويُعلي من شأن الحوار لا الصدام، ومن مصلحة الشعوب لا نزوات القوة. إن مواقفه على الصعيدين الاقليمي والدولي لم تأت صدفة، بل جاءت من عمق التجربة، ومن فهم عميق لتوازنات المنطقة ومصالحها، ومن إيمان راسخ بان السياسة لا تكتمل إلا بالأخلاق.

ولأن القيادة الهاشمية تنظر بعين الراعي المسؤول، فإنها أحاطت الأردن بسياج أمني يقظ يقوده رجال يحملون الولاء والإنتماء قولاً وفعلاً؛ رجال الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية لا ينامون على راحة إلا حين يطمئنون إلى أمن الوطن والمواطن، يجسدون بعملهم اليومي شرف الإنتماء وحقيقة الوفاء.

أما ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فهو الامتداد الطبيعي لمدرسة القيادة الهاشمية، بروح الشباب وفكر المستقبل، يجمع بين الإقدام والإتزان، وبين التواضع والمسؤولية، ليكمل مسيرة عنوانها العمل، ومضمونها الإخلاص.

الأردن اليوم، كما الأمس يختار الحق رغم صعوبة الطريق. يرفع راية الإعتدال في عالم تموج به المصالح، ويثبت أن صوت العقل لا يخفى مهما علا الصخب، هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بثوابته ومواقفه، يقدم درساً للعالم بأن الكرامة الوطنية لا تقاس بالقوة المادية، بل بالمواقف التي تصنع التاريخ وتحمي القيم.

في كل موقف، وفي كل تحد، يثبت الأردن أن إختياره للحق ليس خياراً سياسياً فحسب، بل هو إيمان متجذر في ترابه، وسلوك راسخ في قيادته، ونهج متوارث في مؤسساته، ولهذا سيبقى الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي وأجهزته الساهرة منارة للحق، وصوتاً للعقل، ونموذجاً للثبات وسط عالم متغير.


مشاركة عبر: