الملك عبدالله الثاني: لا مستقبل للشرق الأوسط دون سلام عادل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة

---

أخبار هنا العالم - حذّر جلالة الملك عبدالله الثاني من أن الشرق الأوسط يواجه مستقبلاً قاتماً ما لم تُستأنف عملية سلام جادة تُفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وجاءت تصريحات جلالته في مقابلة حصرية مع برنامج "بانوراما" على قناة "بي بي سي"، حيث أكد أن غياب الأفق السياسي، وعدم التوصل إلى حل عادل وشامل، سيحكم على المنطقة بالدمار.

وقال جلالة الملك: "إن لم نتوصل إلى عملية سلام تضمن مستقبلاً للفلسطينيين والإسرائيليين، وتُقيم علاقة متوازنة بين العالمين العربي والإسلامي من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، فإننا محكومون بالهلاك."

وبيّن جلالته أن المنطقة شهدت عبر السنوات محاولات سلام متعددة باءت بالفشل، مشدداً على أن حل الدولتين، القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب إسرائيل، هو الحل الوحيد القابل للحياة.

وأضاف: "آمل أن نتمكن من إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، ولكن لا بد من وجود أفق سياسي حقيقي، لأن عدم معالجة هذه القضية سيؤدي إلى تكرارها مجدداً."

وأشار جلالته إلى أن السلام يبقى الخيار الوحيد، قائلاً: "في حال غيابه، فكم مرة سيُجرّ الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟"

وفي حديثه، عبّر جلالة الملك عن عدم ثقته بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه أعرب عن ثقته بوجود مسؤولين إسرائيليين يمكن للقادة العرب العمل معهم بصورة بنّاءة.

وحول موقف حركة حماس من ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، أشار جلالته إلى أنه تلقى تطمينات من الوسطاء، وتحديداً من مصر وقطر، بشأن استعداد الحركة لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة، معبّراً عن تفاؤله بإمكانية التزامها بذلك.

وأكد جلالة الملك أهمية استمرار الدور الأميركي في المرحلة المقبلة، مشدداً على ضرورة بقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب منخرطاً في جهود تحقيق السلام، وأضاف: "في مناقشاتنا مع الرئيس ترامب، لمسنا إدراكه بأن القضية لا تقتصر على غزة، ولا على أفق سياسي ضيّق، بل أن السلام الشامل لن يتحقق إلا بمنح الفلسطينيين مستقبلاً واضح المعالم."

---

مشاركة عبر:

---