شكراً للأردن… صوت العدالة ونبض الإنسانية

أخبار هنا العالم - د. تمارا زريقات
منذ اندلاع الحرب على غزة، وعلى مدى عامين من العدوان، خاض الأردن معركة الدبلوماسية والسياسة بأدوات رصينة ومواقف راسخة.
قاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حراكاً سياسياً دولياً غير مسبوق، دفاعاً عن المدنيين، ورفضاً للتهجير، ومطالبةً بوقف الحرب فوراً.
لقد كانت الدبلوماسية الأردنية كما أرادها جلالته، تستند إلى القانون الدولي وحقوق الإنسان، وتتمسك بالثوابت الأخلاقية قبل السياسية، ليظل الأردن نموذج الدولة التي تملك وضوح الرؤية وثبات الاتجاه.
منذ الأيام الأولى للحرب، تصدر جلالة الملك المشهد الدولي بخطابات حملت الموقف الأردني الثابت، فكانت كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك محطةً فاصلة في توضيح المأساة الإنسانية في غزة والدعوة لوقف إطلاق النار الفوري.
أما خطاب جلالته أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ فكان علامة فارقة في الخطاب السياسي العربي، إذ دعا فيه إلى إنقاذ إنسانية العالم من تبلد الضمير تجاه معاناة غزة، مؤكداً أن السكوت عن الظلم في فلسطين تهديد للنظام الأخلاقي العالمي برمته، ومجدداً التأكيد أن السلام لا يبنى على أنقاض العدالة.
وفي هذا المسار، حملت مؤسسات الدولة ووزارة الخارجية الأردنية رسالة الدولة بثقة ووعي استراتيجي، عاكسةً الانسجام الوطني بين القيادة والسياسات التنفيذية، في مشهد يجسد معنى الدولة الراسخة التي تفكر وتتحرك بصوت واحد: صوت العدالة والسيادة والاستقرار.
لقد خاطبت الخارجية الأردنية العالم بلغة الحق والقانون، وواجهت حملات التضليل بثقة الحجة وصلابة الموقف، فأثبتت أن الأردن يمتلك القدرة على الجمع بين العقلانية في الخطاب والصلابة في المبدأ.
أما في الميدان الإنساني، فكانت الصورة أبلغ من أي خطاب؛ فلم تتوقف قوافل الإغاثة التابعة للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عن الوصول إلى غزة يوماً، حاملةً رسالة دولةٍ تمارس الأخوة لا تتغنى بها.
وفي الخطوط الأمامية، كان الجيش العربي الأردني (القوات المسلحة الأردنية) ثابتا في الميدان، يقيم المستشفيات الميدانية، وينقل الجرحى، ويؤمن الغذاء والدواء، في مشهد يجسد التحام الجيش برسالة الدولة ومبادئها.
لقد جسد الجيش العربي الأردني المعنى الأسمى للواجب الوطني، مؤكداً أن الواجب الإنساني جزء لا يتجزأ من الواجب الوطني، وأن الدفاع عن الكرامة لا يقتصر على الحدود، بل يمتد إلى حيث يستباح الإنسان.
ورغم حملات التشويه والتشكيك التي حاولت النيل من دوره، ظل الأردن صامداً بحكمته ومؤسساته، يدير الموقف بعقلانية القائد وثقة الدولة، دون أن ينزلق إلى الانفعال أو المزايدة.
لقد قدم الأردن، على مدار عامين، نموذجاً في القيادة الحكيمة والإنجاز الفاعل، جعل من مأساة غزة قضية ضمير وواجب دولة.
وفي ختام هذا المشهد الذي سيسجله التاريخ بمداد الفخر، نقولها بثقة واعتزاز:
شكراً للأردن، قيادةً وجيشاً ومؤسسات، على عامين من الثبات والمروءة والدبلوماسية النظيفة.
شكراً لدولةٍ جعلت من العقل منهجاً، ومن الكرامة مبدأ، ومن العدل طريقاً.
فكانت — كما أرادها ملوكها الهاشميون — صوت العدالة ونبض الإنسانية، وكما قالها حبيب الزيودي: "أردن الشومات"؛ فإنه سيبقى الوطن الشامخ؛ العروبي الخالص، العزيز بقيادته، والمعتز بجيشه وشعبه.
مشاركة عبر:
-
عندما تتحول الطبيعة إلى مصدر دخل… فهل ننتظر أم نبدأ
17/10/2025 00:37
-
إعلام قرار .. أمانة عمّان
17/10/2025 00:37
-
العصف الذهني المجتمعي
17/10/2025 00:37
-
برقية إلى الملك المؤسس .. ارتباط مجيد
17/10/2025 00:37
-
استشهاد القائد يحيى السنوار... الصمت الذي دوّى في قلب الاحتلال
16/10/2025 16:06
-
الشرق الأوسط بين ضباب التسويات ومكر الخرائط
16/10/2025 00:31
-
السياحة العلاجية الأردنية .. من يعيد البوصلة
16/10/2025 00:31
-
النخب السياسية المعلَّبة .. أقنعة الحداثة في مرايا العالم الثالث
16/10/2025 00:31
-
مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام
16/10/2025 00:30
-
الأردن .. الحكمة التي تنحاز للحق دائماً
15/10/2025 01:41