الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

إنجاز أردني عالمي .. نوبل للكيمياء تتوّج إبداع عمر ياغي


الجمعة   00:21   10/10/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - د. هيفاء ابوغزالة

يشكّل فوز العالم الأردني البروفيسور عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء محطة فارقة في تاريخ الإنجازات العلمية، ليس للأردن فحسب، بل للعالم العربي بأسره. فهذا التتويج العالمي الذي يُعدّ أرفع وسام علمي على مستوى البشرية، يضع اسم الأردن في صدارة الدول التي ساهمت بعقول أبنائها في تطوير مسيرة العلم وإغناء المعرفة الإنسانية. إن نوبل ليست جائزة تقليدية، بل هي اعتراف عالمي بأن ما قدمه هذا العالِم من أبحاث واكتشافات يحمل في طياته ثورة فكرية وعلمية ستنعكس على حياة البشر ومستقبل الأجيال.

بالنسبة للأردن، فإن هذا الإنجاز يبعث برسالة أمل وفخر بأن أبناءه قادرون على المنافسة في أرقى ميادين البحث العلمي، رغم محدودية الموارد والتحديات الاقتصادية. إنه إثبات أن الاستثمار في العقل الأردني هو الاستثمار الأجدى، وأن العلم هو جواز السفر الحقيقي نحو التقدم والنهضة. كما يشكّل فوز ياغي مصدر إلهام للشباب الأردني الذي يرى في تجربته نموذجاً يرسّخ ثقافة الطموح والعمل الجاد والبحث المستمر عن المعرفة.

وعلى الصعيد العربي، فإن هذا الفوز يفتح نافذة مشرقة وسط التحديات التي تواجه المنطقة. إنه دليل قاطع على أن العالم العربي يمتلك طاقات بشرية قادرة على أن تكون جزءاً فاعلاً في صياغة مستقبل العلوم والتكنولوجيا، وأن الطريق إلى العالمية ليس مغلقاً أمام أبناء المنطقة إذا ما توفرت البيئة الحاضنة والدعم الكافي للبحث العلمي. بهذا المعنى، فإن تتويج ياغي هو تتويج لكل عربي يؤمن بأن المستقبل يُبنى بالعلم لا بالشعارات.

أما على المستوى الدولي، فإن نيل هذه الجائزة يعيد التأكيد على أن الإبداع لا يعرف حدوداً جغرافية أو سياسية. العالم اليوم ينظر إلى الأردن من زاوية جديدة، باعتباره بلداً يُصدّر عقولاً علمية مبدعة قادرة على تغيير المعادلات وإيجاد حلول مبتكرة لتحديات العصر. ومثلما كان اكتشاف البروفيسور ياغي في مجال “الأطر المعدنية العضوية” (MOFs) ثورة علمية واعدة بتطبيقات هائلة في مجالات البيئة والطاقة والطب، فإن نيله نوبل يرسّخ مكانته كأحد أبرز العلماء الذين سيتركون بصمة خالدة في سجل التاريخ العلمي الحديث.

إن فوز عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء ليس حدثاً عابراً، بل هو شهادة اعتزاز للأردن والعرب جميعاً، ورسالة إلى العالم بأن أمتنا تمتلك من الطاقات والعقول ما يمكن أن يسهم في صناعة مستقبل أكثر إشراقاً


مشاركة عبر: