دول نامية تعيد هيكلة ديونها مع الصين وسط ضغوط لإصلاح مشاريع «الحزام والطريق»

---

أخبار هنا العالم - بدأت دول نامية في آسيا وأفريقيا إعادة تقييم التزاماتها المالية تجاه الصين، أكبر ممول للبنية التحتية عالمياً، في ظل الضغوط المتزايدة على بكين لإعادة هيكلة ديون مشاريع «الحزام والطريق» بعد سنوات من الإنفاق المكثف. وفي أقل من 48 ساعة، أعلنت إندونيسيا وكينيا خطوات منفصلة لإعادة صياغة علاقاتهما التمويلية مع الصين، ما يعكس تحوّلاً تدريجياً نحو إدارة أكثر حذراً للديون المرتبطة بالمشروعات العملاقة.

في جاكرتا، كشفت وزيرة الاستثمار الإندونيسية روزان روسلاني عن دخول الحكومة في مفاوضات رسمية مع بكين لإعادة هيكلة ديون مشروع «قطار جاكرتا-باندونغ» فائق السرعة، الذي تبلغ قيمته نحو 7.3 مليار دولار. وأوضحت أن الهدف من هذه الخطوة هو «تنفيذ إصلاح شامل يضمن عدم تكرار أي مخاطر للتعثر في المستقبل». ويُعتبر المشروع، الذي انطلق عام 2016 بدعم صيني، رمزاً للشراكة الاقتصادية بين البلدين، لكنه واجه تحديات عدة أدت إلى تأجيل تشغيله لأكثر من أربع سنوات.

يُنظر إلى هذا المشروع كنموذج لمخاطر التمويل القائم على القروض السيادية وضمانات الدولة، حيث اضطرت الحكومة الإندونيسية لضخ أموال إضافية لتغطية تجاوزات التكاليف، وسط انتقادات متزايدة بسبب ارتفاع عبء الدين العام الذي يقترب من 40% من الناتج المحلي الإجمالي. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل هيكل الدين الجديد أو الجدول الزمني للاتفاق، يشير مراقبون إلى أن المفاوضات تشمل تمديد آجال الاستحقاق وإعادة تحديد الفائدة لتخفيف الضغوط المالية، إلى جانب إعادة تقييم الأداء المالي لشركة «كيه سي آي سي» المشغّلة للمشروع، والمملوكة جزئياً للحكومة الإندونيسية وشركات صينية.

---

مشاركة عبر:

---