الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

طوفان الأقصى: 7 أكتوبر في ذاكرة الصراع


الثلاثاء   16:26   07/10/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - بقلم: يوسف الفقهاء

في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، انطلقت عملية أُطلقت عليها حركة حماس اسم “طوفان الأقصى” (Operation Al‑Aqsa Flood)، في هجوم مفاجئ ومكثف على إسرائيل، ما مثل علامة فارقة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

خلفية وأسباب

وفق رؤية حركة حماس، العملية جاءت كرد على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وانتهاكاته للقدس والمسجد الأقصى، والاستيطان، والممارسات العسكرية والاعتقالات، إلى جانب حصار غزة المستمر لأكثر من عشرين عامًا.

في بيان لاحق حمل عنوان “Our Narrative – Why Operation Al-Aqsa Flood”، زعمت حماس أن العملية هي «خطوة ضرورية وطبيعية» في مواجهة المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإخضاع المقدسات.


من جهة أخرى، تحليلات مستقلة رصدت أن حكومة إسرائيل وأجهزتها استخفت بإمكانية هجوم بهذا الحجم، رغم بعض التحذيرات. تقرير داخلي تابع للجيش الإسرائيلي يشير إلى فشل في تنبؤ التهديد، وانخفاض التقدير لشكيلة الحركة العسكرية في غزة.

مجريات الهجوم

بدأت العملية بإطلاق مكثف لصواريخ من قطاع غزة باتجاه عدد من المدن الإسرائيلية، تلا ذلك اجتياح قوات برية حدودية عبر السياج الحدودي، مستخدمة أساليب متعددة مثل المشاة، الدراجات النارية، الزوارق، وربما استخدام طائرات خفيفة أو طائرات مُسيّرة في بعض المواقع.



وفق بيانات إسرائيلية ومصادر إعلامية، سقط في الهجوم مئات القتلى، بينهم مدنيون، كما أُسر عدد من الإسرائيليين.



لكن تحقيقات صحفية وتقارير تحقيق استقصائي كشفت أن بعض المزاعم التي رُوّجت في أعقاب الهجوم — مثل وجود “أطفال مقطوعي الرؤوس” في موقع كيبوتس — قد لا تكون دقيقة بحسب التحقق باستخدام لقطات الكاميرات والتصوير الميداني، الذي وجد أن تلك المزاعم كانت ملفتة لكنها غير مدعومة أدلة قوية.


ردود الفعل والاستجابة الإسرائيلية

ردت إسرائيل على الهجوم بقوة شديدة، بشن حملة جوية وبرية موسعة على قطاع غزة، واعتبرت أن التصدي للهجوم واجب استراتيجي.


كما صدرت تقارير داخلية إسرائيلية تفصيلية تبين نقاط الفشل في أجهزة الاستخبارات، مثل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، والثقة بأن حماس لا تستطيع تنفيذ هجوم على هذا النطاق.


الأثر والتداعيات

في غزة: الحصار وتصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية خلفا دماراً واسعاً، أعداداً كبيرة من الضحايا بين المدنيين، ودماراً للبنى التحتية، وتشريد مئات الآلاف من السكان.


في إسرائيل: الصدمة التي أحدثها الهجوم دفعت إلى مراجعة لأمن الحدود، وتعميق الانقسام الداخلي، وضغط على الحكومة والمواطنين لمساءلة القدرات الدفاعية والاستخباراتية.

سياسياً وإقليمياً: أعاد الصراع إلى الواجهة الدولية، وجدد النقاش حول المسعى الفلسطيني للدولة، والخطابات في المحافل الدولية حول الشرعية، والقانون الدولي.

جدل وتناقضات

لا تزال الوقائع حول بعض الأحداث محدودة التحقق، خاصة المزاعم الكبيرة التي رُوّجت فور الهجوم. التحقيقات الصحفية خلصت إلى أن بعض القصص التي استخدمت لتعزيز التأييد لإجراءات لاحقة ربما تم تضخيمها، أو أنها بنيت على شهادات لم تُدقق بشكل مستقل.


من جهة أخرى، وجهت انتقادات إلى حماس نفسها، إذ في تقريرها “Our Narrative” اعترفت بوجود “أخطاء” خلال الهجوم، مبررة ذلك بالفوضى التي سادت بعض المناطق بعد انهيار المنظومة الأمنية الإسرائيلية فجأة.


كما أن بعض المحللين يشيرون إلى أن مثل هذا الهجوم يحمل تبعات استراتيجية ضخمة: فهو يرسّخ التصور بأن الفلسطينيين مستعدون لتصعيد عسكري كبير، ويعرض لحركة حماس فرصاً خطابية قوية، لكنه أيضاً يكلفها ثمناً باهظاً في الدم والدمار.


مشاركة عبر: