الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

كيف أعاد السفير التركي ابتكار الترويج العالمي عبر المؤثرين


الأحد   23:16   05/10/2025
Article Image

أخبار هنا العالم

عندما جمع السفير التركي صالح متلو شن نخبة من أبرز المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي من مجالات مختلفة ودعاهم لزيارة تركيا، لم يكن ذلك مجرد لقاء دبلوماسي — بل كان درسًا متقنًا في التسويق الحديث وصناعة الانطباع العالمي.

قد يبدو الأمر ظاهريًا كفعالية ثقافية عادية، لكن ما وراء الفكرة يكشف نموذجًا جديدًا للترويج الدولي يتجاوز السياحة والإعلام التقليدي والخطاب الرسمي.

تحول استراتيجي: من بلوجرز السفر إلى مؤثرين قطاعيين

لسنوات، اعتمدت دول كثيرة على صُنّاع المحتوى المتخصصين في السفر للترويج لها خارجيًا. كانت الخطة بسيطة: ندعو بلوجرز سياحة، نصورهم مع المعالم الشهيرة، وينتشر المحتوى.

لكن هذه الخطوة كسرت النمط تمامًا.

الآن يتم استهداف مؤثرين من مجالات متعددة، لكل منهم جمهور مختلف وتأثير حقيقي في قطاعه.

تخيل حجم التأثير عندما يحدث ذلك:

مؤثرة أزياء عالمية تستعرض تجربة في التصميم أو العلامات المحلية — فتجذب جمهور الموضة بدل جمهور الرحلات.

خبير تجميل أو زراعة أسنان معروف يسلّط الضوء على الخدمات الطبية وأسعارها ومصداقيتها — فيخلق اهتمامًا بالسياحة العلاجية دون إعلان تقليدي.

صانع محتوى بمجال التقنية أو ريادة الأعمال أو الألعاب يقدم صورة مبتكرة عن بيئة الإبداع والفرص — ويعيد تعريف الانطباع العام.


القوة ليست في عرض المكان كوجهة سياحية، بل في ربطه بـ أنماط حياة، ومجالات تخصص، واحتياجات فعلية.

تأثير واسع… دون ميزانية سياحية

اللافت في الفكرة أنها لا تعتمد على إنفاق حكومي ضخم أو حملات إعلامية باهظة.

العائد ينتشر تلقائيًا عبر قطاعات متعددة:

شركات الطيران تحصل على دعاية بمجرد نشر صور داخل الرحلة.

الفنادق والمنتجعات تنال ترويجًا عالميًا بلا إعلانات.

الخدمات المحلية تستفيد من توصيات حقيقية لا يمكن شراؤها.

تصاريح التصوير والتنقل تُسهَّل رسميًا، مما يمنع أي أزمات أو محتوى سلبي.


النتيجة؟ نموذج ذكي، منخفض التكلفة، وقابل للتطبيق في أي دولة تبحث عن انتشار عالمي مؤثر.

تجاوز الفكرة النمطية للمكان الواحد

كثير من البلدان تُختزل عالميًا في صورة واحدة: سياحة، تاريخ، شواطئ، طعام أو مهرجانات.
وهذا يحد من قيمتها الحقيقية.

عبر دعوة مؤثرين من مجالات مختلفة، تتغير المعادلة كليًا.

فجأة يصبح المكان حاضرًا في أذهان:

المستثمرين

المرضى والعملاء الطبيين

المبدعين

المتابعين للموضة

الرحالة الرقميين

رواد الأعمال

الطلاب


بدل رواية واحدة — تولد عشرات السرديات المؤثرة، ولكل واحدة جمهور عالمي مختلف.

لماذا هذا الأسلوب يتفوق على الحملات التقليدية؟

الأساليب القديمة تعتمد على:

إعلانات تكلفتها عالية

خطاب موجه لفئة واحدة

حملات حكومية محدودة التأثير

وصول إعلامي مفلتر


أما أسلوب المؤثرين فهو عكس ذلك تمامًا:

لا يوجد نص موحد — كل مؤثر يتحدث بلغته وأسلوبه.

لا يوجد جمهور واحد — بل شرائح متعددة حول العالم.

لا اعتماد حصري على السياحة — بل تعزيز قطاعات عديدة.

لا وسيط إعلامي — بل تواصل مباشر مع المتابعين.


هذه ليست مجرد دعاية… إنها صناعة حضور رقمي عالمي متعدد الأبعاد.

نموذج يستحق الدراسة والتكرار

ما يبدو وكأنه لقاء عابر مع مؤثرين هو في الحقيقة خطة متقنة تهدف إلى:

توسيع الانطباع الدولي

تنويع الصورة الذهنية خارجيًا

جذب شرائح جديدة من الزوار والمستثمرين والباحثين عن الخدمات

بناء تأثير رقمي طويل الأمد يتجاوز فكرة السياحة


إنها مزيج بين الدبلوماسية والتسويق والابتكار — وتشكّل معيارًا جديدًا للترويج العالمي.

المسألة لم تعد: كيف نُعرض مكانًا؟

بل: كيف نُعيد صياغة فكرة هذا المكان في عقول العالم — عبر كل منصة، وكل لغة، وكل مجال؟

وهذا ما يجعل مبادرة السفير صالح متلو شن ليست مجرد خطوة ملهمة… بل رؤية استباقية تستحق الاهتمام.


مشاركة عبر:
Article Media Image Article Media Image