أوزبكستان على طريق التنمية المستدامة

أخبار هنا العالم - شاهنوزا كوديروفا
في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، عُقدت المناقشات العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه العلاقات الدولية، تظل الجمعية العامة الهيئة الرئيسية للأمم المتحدة ومركز الدبلوماسية العالمية، حيث تجمع وفودًا من جميع الدول الأعضاء الـ193.في 23 سبتمبر 2025، كان الرئيس شوكت ميرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان، من بين أوائل القادة العالميين الذين تحدثوا من المنصة العليا. عكست كلمته ديناميكيات الإصلاحات الداخلية في البلاد ومبادرات سياسية خارجية طموحة تهدف إلى تعزيز دور آسيا الوسطى عالميًا. كما أكد على أهمية التعاون متعدد الأطراف، والتضامن الدولي، والتنمية المستدامة كأساس لمواجهة التحديات العالمية الملحة.لقيت كلمة الرئيس تقديرًا دوليًا كبيرًا. وصفتها قناة يورونيوز بأنها "رؤيوية"، مشيرة إلى أنها أظهرت كيف تبني أوزبكستان "الازدهار محليًا والشراكة دوليًا وسط بيئة عالمية متغيرة بسرعة". ووفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، ركزت الكلمة على إيجاد حلول جماعية لمعالجة الأزمات المتفاقمة، بما في ذلك ضعف المؤسسات الدولية، وتزايد النزاعات، واتساع الفجوة التكنولوجية.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بدعوة الرئيس لإصلاح الأمم المتحدة، خاصة من خلال توسيع عضوية مجلس الأمن لتمثيل مصالح الدول النامية بشكل أفضل.مبادرات وطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
ركز الرئيس ميرضيائيف على التحولات الداخلية كعنصر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. واقترح مبادرات لتطوير الإصلاحات الوطنية وتحسين جودة حياة كل مواطن، مع التركيز على مكافحة الفقر كأولوية رئيسية تتماشى مع الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة.
مكافحة الفقر: أولوية وطنية.
أصبحت مكافحة الفقر من أبرز المهام الوطنية في ظل التحديات العالمية. تهدف التدابير إلى تمكين الأفراد، خاصة الشباب والنساء، من تحقيق إمكاناتهم. حققت أوزبكستان تقدمًا ملحوظًا، حيث انخفض معدل الفقر إلى 6.6% (من 17% في 2022 و11% في 2023)، وهو من أبرز الإنجازات في أوروبا وآسيا الوسطى وفقًا للمؤسسات المالية الدولية. وتطمح أوزبكستان بحلول 2030 إلى مضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي، والانضمام إلى الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى، من خلال برنامج "من الفقر إلى الازدهار".التعليم: ركيزة رأس المال البشري
أكد الرئيس على أهمية التعليم كمحرك للنمو الاقتصادي، واقترح استضافة قمة عالمية للتعليم المهني في أوزبكستان، وهي مبادرة تتماشى مع نقص المهارات العالمي الذي أشارت إليه اليونسكو. يُعتبر التعليم المهني حيويًا لتلبية متطلبات سوق العمل في ظل التحديث الاقتصادي. وتسعى أوزبكستان إلى رفع معدل الالتحاق بالتعليم المهني الثانوي إلى 50% بحلول 2026، مع إنشاء وكالة للتعليم المهني لإدارة 598 كلية تقنية، وتطوير شراكات مع مؤسسات تعليمية رائدة من ألمانيا وسويسرا والصين وكوريا والمملكة المتحدة.كما سيتم إطلاق 456 مشروعًا صناعيًا كبيرًا بقيمة 45 مليار دولار في 2026، مع زيادة تغطية التعليم المزدوج خمسة أضعاف، وتقديم قروض ميسرة للشركات الشريكة وتخفيض الضريبة الاجتماعية للطلاب في هذا النظام.
الشباب: محرك المستقبل
أكد الرئيس على دور الشباب في بناء السلام، واقترح إنشاء حركة عالمية للشباب من أجل السلام، مقرها أوزبكستان. ومع وجود 1.2 مليار شاب عالميًا (سيصل إلى 1.3 مليار بحلول 2030)، تعطي أوزبكستان أولوية لتمكين الشباب من خلال التعليم والتوظيف. يدرس أكثر من 2000 طالب أوزبكي في أفضل الجامعات العالمية، ويحتل الشباب الأوزبكي المرتبة الأولى في آسيا الوسطى للالتحاق بأفضل 500 جامعة عالمية. كما يشمل برنامج الأعمال الشبابية (2025-2027) خلق 100,000 فرصة عمل ودعم المشاريع الريادية.
المساواة بين الجنسين: أساس التنمية المستدامة
شدد الرئيس على أهمية تعزيز دور المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة "Gender Snapshot 2025"، يمكن أن يسهم سد الفجوة الرقمية بين الجنسين في رفع 30 مليون امرأة من الفقر وإضافة 1.5 تريليون دولار إلى الناتج العالمي بحلول 2030. اعتمدت أوزبكستان أكثر من 80 وثيقة تشريعية لتعزيز المساواة بين الجنسين، بما في ذلك قوانين حماية المرأة من التحرش والعنف. كما ارتفعت نسبة النساء في الإدارة العامة إلى 35%، وصعدت أوزبكستان إلى المرتبة 52 في مؤشر الفجوة بين الجنسين عالميًا.افتتاح مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أوزبكستان هذا العام يعكس التقدم في تعزيز المساواة بين الجنسين. كما اقترح الرئيس عقد المنتدى الآسيوي للمرأة بانتظام، وهو مبادرة تتماشى مع استراتيجية "المرأة والسلام والأمن"، حيث استضافت سمرقند المنتدى الأول العام الماضي
.خاتمة
أظهر خطاب الرئيس ميرضيائيف في الدورة الثمانين للجمعية العامة التزام أوزبكستان بأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. تعكس المبادرات رؤية لمستقبل مستدام يعتمد على رأس المال البشري والتضامن العالمي، مما يعزز مكانة أوزبكستان كقوة إقليمية ونموذج للتحول الإيجابي.
مشاركة عبر:
-
عندما تتحول الطبيعة إلى مصدر دخل… فهل ننتظر أم نبدأ
17/10/2025 00:37
-
إعلام قرار .. أمانة عمّان
17/10/2025 00:37
-
العصف الذهني المجتمعي
17/10/2025 00:37
-
برقية إلى الملك المؤسس .. ارتباط مجيد
17/10/2025 00:37
-
استشهاد القائد يحيى السنوار... الصمت الذي دوّى في قلب الاحتلال
16/10/2025 16:06
-
الشرق الأوسط بين ضباب التسويات ومكر الخرائط
16/10/2025 00:31
-
السياحة العلاجية الأردنية .. من يعيد البوصلة
16/10/2025 00:31
-
النخب السياسية المعلَّبة .. أقنعة الحداثة في مرايا العالم الثالث
16/10/2025 00:31
-
مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام
16/10/2025 00:30
-
الأردن .. الحكمة التي تنحاز للحق دائماً
15/10/2025 01:41