الصليب الأحمر يعلّق مؤقتًا عمله في مقر غزة وينقل موظفيه جنوبًا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية

---

أخبار هنا العالم - أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، عن تعليق مؤقت لعملها في مقرها بمدينة غزة، ونقل موظفيها إلى مكاتبها في جنوب القطاع، في ظل التصعيد العسكري المتواصل وتدهور الأوضاع الأمنية، وذلك حرصاً على سلامة العاملين وضمان استمرارية تقديم الخدمات الإنسانية.

وقالت اللجنة، في بيان صحفي، إن مكاتبها في دير البلح ورفح تواصل عملها بكامل طاقتها التشغيلية، مشيرة إلى استمرار دعمها للمرافق الصحية القليلة المتبقية في شمال القطاع، وتسهيل حركة فرق الاستجابة الإنسانية، إلى جانب استقبال أعداد متزايدة من الجرحى في مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح.

وأكدت اللجنة الدولية التزامها الثابت تجاه سكان قطاع غزة، لافتة إلى أنها ظلت حاضرة في المدينة خلال مراحل التصعيد الأخيرة لأطول فترة ممكنة، لتقديم الدعم والحماية للفئات الأكثر تضرراً، مشددة على أنها ستعود إلى مقرها في غزة فور تحسّن الأوضاع الأمنية.

دعوات لوقف القتال وضمان حماية المدنيين

وجددت اللجنة دعوتها إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مؤكدة أن حماية المدنيين واجب قانوني بموجب القانون الدولي الإنساني، سواء بقوا في مدينة غزة أو اضطروا للنزوح منها.

وأضاف البيان أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل مسؤولية قانونية بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان في المناطق التي تسيطر عليها.

أوضاع إنسانية متدهورة وقيود على فرق الإغاثة

وحذّرت اللجنة من أن عشرات الآلاف من سكان مدينة غزة يواجهون أوضاعًا إنسانية قاسية نتيجة استمرار القتال، مشيرة إلى أن المدنيين يتعرضون للقتل والنزوح القسري، ويجبرون على تحمل ظروف معيشية قاسية في ظل نقص حاد في الموارد الأساسية.

كما لفتت إلى أن فرق الاستجابة، ومن بينها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، تعمل في ظروف بالغة الخطورة مع وجود قيود كبيرة على حركتها، ما يعيق قدرتها على الوصول إلى المتضررين وتقديم المساعدات الطارئة.

وشدّدت اللجنة على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني والطواقم الطبية، والمرافق والمركبات التابعة لهم، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبدون عوائق، وتسهيل وصولها إلى جميع مناطق القطاع، خاصة المناطق المتأثرة بشدة من العمليات العسكرية.

دعم مستمر رغم التحديات

وأوضحت اللجنة أنها تمكنت خلال الأسبوعين الماضيين من تزويد المستشفيات والمراكز الصحية في غزة بإمدادات طبية منقذة للحياة، إلى جانب دعم الأفران المحلية في 14 مخيمًا للنازحين لتوفير نحو 45 ألف رغيف خبز يوميًا، بالإضافة إلى تقديم خزانات مياه وخدمات نقل مياه بالشاحنات، والمساهمة في إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي، بالتعاون مع مزودي الخدمات المحليين.

---

مشاركة عبر:

---