سماء المملكة تشهد فجر الثلاثاء بدر الحصاد العملاق أول وأكبر الأقمار العملاقة في عام 2025

---

أخبار هنا العالم - عمّان – أعلنت الجمعية الفلكية الأردنية أن سماء المملكة ستشهد فجر يوم الثلاثاء المقبل ظاهرة فلكية مميزة، مع اكتمال "بدر الحصاد العملاق"، وهو أول وأكبر الأقمار العملاقة التي ستظهر خلال عام 2025، بحسب ما أفاد به رئيس الجمعية الفلكية الأردنية المهندس عمار السكجي.

وأوضح السكجي أن البدر سيكتمل عند الساعة 6:47 صباحًا بتوقيت الأردن، أي بعد نحو عشر دقائق من غروب القمر خلف الأفق الغربي بلونه الأحمر المميز، مشيرًا إلى أن القمر سيكون لحظة اكتماله في برج الحوت، ضمن ظاهرة نادرة تجمع بين الاكتمال القمري ووقوع القمر في أقرب نقطة له من الأرض تقريبًا.

وأشار إلى أن بدر الحصاد يُعد الأكثر سطوعًا والأقرب إلى الأرض مقارنة بأي بدر آخر خلال هذا العام، حيث يليه بدران عملاقان آخران في 5 تشرين الثاني و4 كانون الأول. وأضاف أن القمر العملاق يظهر أكبر بنسبة تصل إلى 14%، وأكثر سطوعًا بنحو 30% مقارنة ببدر عادي يحدث عند الأوج القمري.

لماذا يُسمى "بدر الحصاد"؟

وبيّن السكجي أن تسمية "بدر الحصاد" تعود إلى تقاليد قديمة في الحضارات الأنجلوسكسونية، إذ يرتبط بأقرب بدر إلى موعد الاعتدال الخريفي الذي وقع هذا العام في 22 أيلول، حيث كان الفلاحون يعتمدون على ضوءه لإنجاز أعمال الحصاد ليلاً.

وأضاف أن من خصائص هذا البدر أنه يشرق لعدة أيام متتالية في أوقات متقاربة نسبيًا، وخاصة عند خطوط العرض العليا، وهو ما يمنح سماء الخريف طابعًا بصريًا آسِرًا، ويوفر فرصة مثالية لعشّاق التصوير الفلكي ومتابعي الظواهر الطبيعية.

تفاصيل فلكية دقيقة

وأوضح السكجي أن القمر سيغيب يوم الثلاثاء عند الساعة 6:36 صباحًا، ويشرق مجددًا عند الساعة 18:17 مساءً، ليبقى فوق الأفق طوال الليل تقريبًا، وهي فترة تماثل نصف يوم قمري ظاهري، تُعد نموذجية لمرحلة البدر.

ووفق الحسابات الفلكية، فإن المسافة بين الأرض والقمر عند اكتمال البدر ستبلغ 361,458 كيلومترًا، بينما تكون مسافة الأوج اللاحق 406,445 كم، ما يعني أن النسبة المعيارية لاقترابه من الأرض تبلغ 96.5%، وهي أعلى من الحد الأدنى البالغ 90% لتصنيفه كـ"بدر عملاق".

وأضاف أن هذه الظاهرة لا تتكرر بنفس التوقيت كل عام، إذ يظهر بدر الحصاد في شهر تشرين الأول مرة كل ثلاث سنوات تقريبًا، وفي حال تزامنه مع أيلول يحل مكان "قمر الذرة"، أما في تشرين الأول فيُعرف باسم "قمر الصيّاد".

التأثيرات البيئية للبدر العملاق

وفيما يتعلق بالتأثيرات البيئية، أكد السكجي أن تأثير البدر العملاق على الظواهر الأرضية محدود جدًا، إلا أن قرب القمر من الأرض يؤدي إلى زيادة طفيفة في المدّ والجزر.

وأوضح أنه، في خليج العقبة مثلًا، يُتوقع أن يرتفع المدّ بنحو 18 سنتيمترًا فوق المستوى الربيعي المعتاد، وهو ارتفاع يقل بنحو سنتيمتر واحد عن أعلى مدّ حضيضي متوقع بعد يومين من الظاهرة.

كما يسهم ارتفاع سطوع القمر في تحسين الإضاءة الطبيعية خلال الليل، مما يُعزز من فرص ممارسة الأنشطة الخارجية، ويساعد في إنجاز الأعمال التي تتطلب إضاءة جيدة ليلاً، مثل أعمال الحصاد في المناطق الزراعية.

دعوة للمشاهدة والتصوير

ودعت الجمعية الفلكية الأردنية المهتمين بالظواهر الفلكية وهواة التصوير إلى متابعة الظاهرة فجر الثلاثاء، والاستفادة من هذه الفرصة النادرة لمشاهدة البدر العملاق في سماء الخريف، حيث يُتوقع أن يكون المشهد مميزًا بصريًا وملائمًا للتوثيق.

---

مشاركة عبر:

---