الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الذكاء الاصطناعي ينافس صناع المحتوى عبر «يوتيوب»


الثلاثاء   00:10   30/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - عام 2010، حمّل جون بيترز، نجار محترف، مقطع فيديو بسيطاً على موقع «يوتيوب»، يشرح فيه كيف صنع طاولة طعام من أرجل سبق استخدامها. ولدهشته، أعجب الناس بأسلوبه البسيط. ومع مرور الوقت، اتسعت عضوية قناته لتضم أكثر من مليون مشترك. والملاحظ أن الكثير من متابعيه من النجارين الذين يتبعون إرشاداته في ورشهم الخاصة.

ومع ذلك، فإن بيترز، إلى جانب عدد لا يُحصى من المبدعين، قد يجد نفسه الآن أمام تحدٍ جديد: الذكاء الاصطناعي.

تكشف تحقيقات أجريت حديثاً أن شركات التكنولوجيا قد نزّلت ملايين مقاطع الفيديو من «يوتيوب» -دون إذن أصحابها- لتدريب أدوات توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي. وفي سبيل ذلك، جرى جمع أكثر من 15.8 مليون مقطع فيديو من أكثر من مليوني قناة، ووضعها في مجموعات بيانات موزعة بين مطوري الذكاء الاصطناعي، والجامعات، ومجموعات بحثية.

والملاحظ أن ما يقرب من مليون من هذه المقاطع عبارة عن دروس تعليمية «إرشادية»، تماماً مثل الدروس التي يقدمها بيترز. وتُعد مجموعات البيانات هذه المتوفرة على منصات مثل «هغينغ فيس» (Hugging Face) المادة الخام لبناء منتجات ذكاء اصطناعي توليدية.

وفي الغالب، يجري إخفاء هوية أصحاب مقاطع الفيديو الموجودة في مجموعات البيانات هذه –مع حذف عناوينها وأسماء مُنشئيها-، لكن مُعرّفاتها الفريدة تسمح بتتبعها إلى «يوتيوب». تُشبه هذه العملية ما كُشف عنه سابقاً لمجموعات بيانات نصية أخرى مُستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي.

وفي حين يسمح «يوتيوب» للمشتركين بتنزيل المحتوى للاستخدام الشخصي دون اتصال بالإنترنت، يعتبر النسخ الجماعي لمقاطع الفيديو لتدريب الذكاء الاصطناعي أمراً مختلفاً تماماً: فهو يُخالف شروط خدمة المنصة. ورغم ذلك، يبدو أن القائمين على «يوتيوب» لم يبذلوا جهداً يُذكر لوقف هذا الأمر.

من المنظور القانوني، لا تزال المسألة غامضة. فمن ناحية، يحظر قانون حقوق النشر النسخ والتوزيع غير المُصرّح به. ومع ذلك نجد أنه من ناحية أخرى لا يزال الجدال قائماً داخل أروقة المحاكم حول ما إذا كان ذلك ينطبق على تدريب الذكاء الاصطناعي أم لا.

من جهتها، تُجادل شركات التكنولوجيا بأنه «استخدام عادل»، بينما رفض بعض القضاة هذا التفسير. وقد تُحدد نتائج الدعاوى القضائية الجارية ما إذا كان صناع المحتوى يتمتعون بأي حماية، أو ما إذا كان عملهم سيستمر في تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي التي تُنافسهم.


مشاركة عبر: