الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

كبارنا.. بركة الدار ووفاء الأجيال


الاثنين   13:24   29/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - الدكتورة سميرة النعيمي
في مجتمعنا الإماراتي، يمثل كبار السن وكبار المواطنين، أو كما نحب أن نسميهم «المبروكين» و«بركة الدار» ثروة وقيمة إنسانية واجتماعية لا تُقدَّر بثمن، فهم الجذور الراسخة التي نستمد منها أصالتنا، وهم الأساس الذي خرجت منه الأسر المربية لأبنائها، والشهود على رحلة الوطن من البدايات البسيطة إلى آفاق الريادة. وجودهم في البيت هو مصدر سكينة، وكلماتهم بوصلة توجهنا في الحياة، وتجاربهم كنوز معرفية وخبراتية يجب أن تُصان.

إن الوفاء لهذه الفئة ليس خياراً، بل واجب أخلاقي وديني ووطني. فقد أوصانا ديننا الحنيف ببر الوالدين والإحسان إليهما في الكِبَر، وأكدت قيمنا أن من لا يوقّر الكبير «لا يعرف السنع ولا يدّل دربه».

وقد جسّدت الإمارات هذه القيم في مبادرات ومؤسسات رائدة، جعلت من رعاية كبار السن محوراً استراتيجياً. نرى ذلك في أندية «بركتنا» التي تجمعهم بمختلف الأجيال، وفي مراكز «نبض» التي تفتح لهم أبواب الأنشطة الاجتماعية والصحية، إضافة إلى مبادرات الرعاية المنزلية وبرامج دائرة تنمية المجتمع، وجهود العديد من المؤسسات التي تعمل جميعها على تعزيز التماسك الأسري، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل. هذه المبادرات ليست فقط خدمات، بل رسائل واضحة للأبناء والأحفاد بأن تقدير الكبير ركن من أركان المجتمع المتماسك.

ويبقى الدور الأكبر على عاتق شبابنا وشاباتنا، فهم مدعوون إلى أن يكونوا شركاء في هذا الوفاء، بالاقتراب من كبار السن، والإصغاء إليهم، والتعلم من تجاربهم، وتحويل خبراتهم إلى دروس عملية في الصبر، والعطاء، وحب الوطن. فكل لحظة يقضونها معهم هي استثمار في إنسانيتهم قبل أن تكون رداً للجميل.

إن الوفاء لكبارنا يبدأ من بيوتنا قبل مؤسساتنا، فكل وقت نمنحه لهم هو متعة نلمسها في عيون لطالما أضاءت لنا الطريق. وبرّ كبارنا ليس واجباً اجتماعياً فقط، بل استثمار في إنسانيتنا ومستقبل أجيالنا.

*نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - قطاع الخدمات المساندة


مشاركة عبر: