الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

خبير نفسي: التوحد اضطراب في نمو الدماغ وليس مرضاً.. والتشخيص المبكر مفتاح لتحسين حياة الأطفال


الأحد   00:06   28/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - أكّد الدكتور عمار البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية واستشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أن اضطراب طيف التوحد لا يُعدّ مرضاً كما يعتقد البعض، بل هو اختلاف في نمو الدماغ يؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي والاستجابة الحسية، ويتميز بتجربة فريدة لكل فرد يحمل "طيفه" الخاص.

وفي لقاء مع منصة «عرب كاست»، شدد البنا على أن استخدام مصطلح "مرض التوحد" يحمل دلالات سلبية تسهم في تعزيز وصمة اجتماعية تجاه الطفل وأسرته، داعياً إلى تصحيح المفاهيم السائدة والاعتماد على توصيف علمي دقيق.

العوامل الجينية والوعي المجتمعي

وأوضح البنا أن التوحد يعود في نحو 90% من الحالات إلى عوامل جينية، وليس بسبب ممارسات أو تجارب بيئية كما يشاع أحياناً. وأشار إلى أن الوعي المتزايد في المجتمعات العربية ساهم في الكشف المبكر عن الحالات، مشيداً ببرامج مثل المسح النمائي الوطني في دولة الإمارات، التي تتيح التشخيص المبكر وتعزز فرص التدخل الفعّال.

نسبة الإصابة بالتوحد

وتقارب نسبة الإصابة بالتوحد في العالم العربي المعدلات العالمية، إذ يبلغ عدد الحالات نحو طفل واحد من كل 31 طفلاً، بحسب البنا، الذي لفت إلى أن الزيادة في أعداد التشخيص لا تعني بالضرورة زيادة فعلية في عدد الإصابات، بل تعكس تحسناً في أدوات التشخيص وبرامج التوعية المجتمعية.

أهمية التدخل المبكر

وأكد البنا أن التشخيص المبكر هو العامل الأهم في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتوحد، إذ يمكن من خلاله تطوير المهارات السلوكية والتعليمية وتفادي تفاقم التحديات. كما أوضح أن أعراض التوحد تظهر عادة في عمر مبكر، بين السنة والسنة والنصف، لكن متوسط عمر التشخيص لا يزال يتراوح بين 4 و5 سنوات، وهو ما يُعد متأخراً نسبياً.

أعراض يجب الانتباه لها

من أبرز العلامات التي تستوجب الانتباه، وفقاً للبنا:

ضعف التفاعل الاجتماعي

قلة استخدام الإيماءات أو التواصل غير اللفظي

غياب الاهتمام باللعب المشترك أو تقليد الآخرين

ودعا إلى مراجعة طبيب الأطفال عند ملاحظة هذه الأعراض، حتى وإن لم تكن ناتجة عن التوحد، فقد تكون مرتبطة باضطرابات أخرى مثل فرط الحركة أو تأخر النطق أو صعوبات التعلم.

دعم المجتمع ضروري

وختم البنا بالتأكيد على أن دعم الأطفال ذوي التوحد لا يقتصر على الأسرة أو الجهات الصحية فقط، بل يتطلب وعياً مجتمعياً شاملاً يسهم في دمجهم بشكل فعّال، وتوفير بيئة تساعدهم على تحقيق إمكاناتهم.


مشاركة عبر: