الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

تحقيق يكشف تناقض رواية الاحتلال بشأن استهداف مستشفى ناصر في غزة


الجمعة   21:27   26/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - يتعارض تحليل أجرته وكالة "رويترز" استنادًا إلى أدلة بصرية ومعلومات موثوقة، مع الرواية الإسرائيلية الرسمية بشأن الهجوم الذي استهدف مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في 25 آب/أغسطس الماضي، وأسفر عن استشهاد 22 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين.

وفقًا للتحقيق، ادعت قوات الاحتلال أن الغارة استهدفت كاميرا تابعة لحركة "حماس" كانت توثق تحركاتها داخل المستشفى، استنادًا إلى صور التقطتها طائرة مسيرة. لكن تحليل رويترز يؤكد أن الكاميرا التي ظهرت في الصور تعود للوكالة، وكان يستخدمها الصحفي حسام المصري، الذي استشهد في الهجوم، لنقل البث الحي من المستشفى منذ أشهر.

وأظهرت اللقطات الجوية كاميرا موضوعة على درج المستشفى ومغطاة بقطعة قماش، قال الجيش الإسرائيلي إنها "منشفة" تثير الشبهة. غير أن رويترز أوضحت أن القطعة الظاهرة في الصورة كانت سجادة صلاة خاصة بالمصري، استخدمها دائمًا لتغطية الكاميرا حمايةً من الحرارة والغبار.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي لاحقًا أن الهجوم نُفذ دون الحصول على موافقة القائد المسؤول عن العمليات في غزة، وهو ما يشير إلى تجاوز في تسلسل القيادة العسكري. وصرّح المسؤول بهذه التفاصيل عقب تسلُّم جيش الاحتلال نتائج تحقيق رويترز.

وتعتبر نتائج التحقيق من رويترز حتى الآن الرواية الأكثر شمولاً حول الهجوم، حيث أكدت الوكالة أن الكاميرا المستهدفة كانت تابعة لها، وأن الصحفيين في الموقع لم يكونوا هدفًا للهجوم، ولم يُشتبه في أي صلة لهم بحماس.

بدورها، دعمت وكالة "أسوشيتد برس" هذه النتائج، مشيرةً إلى وجود أدلة قوية تفيد بأن الكاميرا التي كانت هدف الغارة تعود لرويترز. وكانت الوكالة قد فقدت أحد صحفييها في الهجوم نفسه.

وقال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن ادعاءات جيش الاحتلال بوجود تصوير من قبل حماس من داخل المستشفى "عارية عن الصحة وتفتقر لأي دليل، وتُستخدم كذريعة للتهرب من المسؤولية عن جريمة مكتملة الأركان".

ورغم مرور نحو شهر على الهجوم وكشف هذه المعلومات، لم يصدر عن جيش الاحتلال تفسير شامل يوضح ملابسات استهداف الكاميرا واستشهاد الصحفيين، في ظل نمط متكرر من غياب الشفافية في التعامل مع حوادث قتل الصحفيين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وذكرت لجنة حماية الصحفيين أن إسرائيل لم تنشر أبدًا نتائج أي تحقيق رسمي في مثل هذه الحالات، ولم يُحاسب أحد على استشهاد صحفيين بنيران جيشها.

وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن غياب المحاسبة وعدم مراجعة قواعد الاشتباك، رغم الإدانات الدولية، يعكس استمرار نمط استهداف الصحفيين دون تغيير حقيقي على الأرض.

وفي تعليقه على التحقيق، قال متحدث باسم جيش الاحتلال إن الجيش "يعمل على الحد قدر الإمكان من تعرّض المدنيين، بمن فيهم الصحفيون، للأذى"، دون تقديم أي توضيحات إضافية حول الواقعة.


مشاركة عبر: