الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

فنانون أردنيون خارج المشهد: مهنة تُنسى ومواهب تُهمّش


الأربعاء   12:49   24/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - يوسف الفقهاء

في ظل التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي والثقافي، يجد عشرات الفنانين الأردنيين أنفسهم خارج إطار العمل، رغم تاريخهم الطويل ومساهماتهم في إثراء الحركة الفنية في البلاد. ومع تراجع الإنتاج الدرامي المحلي، وانعدام الدعم الحقيقي للفنانين، تتحول المهنة شيئًا فشيئًا إلى عبء اقتصادي ونفسي على أصحابها.

"الفن مش بس موسم.. هو حياة كاملة"

بهذه العبارة يلخّص أحد الممثلين الأردنيين المخضرمين حاله، بعد مرور أكثر من عامين دون مشاركة في أي عمل فني. ويضيف:
"نحن لا نُرى. لا أحد يسأل عنا، وكأننا انتهينا أو لم نعد نصلح للمشهد. لكن الحقيقة أن المشهد هو الذي تغير، وأغلق أبوابه أمامنا."

الحالة ليست فردية، بل هي واقع يعيشه عدد كبير من الفنانين الأردنيين الذين يشعرون أن المساحة تضيق، وأن الفرص تذهب بعيدًا عن أصحاب الخبرة والاحتراف.

### انهيار الإنتاج المحلي

يعاني الإنتاج الفني الأردني من حالة جمود مزمنة، خاصة في مجال الدراما التلفزيونية والمسرح، حيث بات عدد الأعمال المنتجة سنويًا لا يكاد يُذكر، ما ينعكس مباشرة على فرص التشغيل للفنانين والفنيين خلف الكواليس.

هذا التراجع لا يعني فقط غياب الشاشة، بل يعني غياب الدخل، غياب الاستقرار، وغياب التقدير. فالفنان الذي كان يومًا سفيرًا للثقافة الوطنية، أصبح اليوم يبحث عن عمل في مجالات بعيدة تمامًا عن تخصصه، من أجل إعالة أسرته.

مؤثرون مكان فنانين؟

في الوقت الذي تغيب فيه الأعمال الدرامية الجادة، تُمنح الفرص الإعلامية أو الإنتاجية لمؤثرين من خارج الوسط الفني، مما يثير استياء العديد من الفنانين الذين يشعرون بالإقصاء.
يقول أحدهم:
"نحن لا نمانع أن يظهر وجوه جديدة، لكن ليس على حساب من بنوا هذا الوسط. يجب أن يكون هناك توازن وعدالة في توزيع الفرص."


ختامًا

الفن ليس ترفًا، بل حاجة مجتمعية وروحية وثقافية. وإن تركنا الفنانين يعانون بصمت، سنخسر أكثر من مجرد أفراد، سنخسر الذاكرة، والصوت، والهوية.


مشاركة عبر: