الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

برعاية الأمير الحسن: انطلاق مؤتمر تاريخ وآثار الأردن السادس عشر في أثينا


الثلاثاء   13:30   23/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - أثينا – افتُتحت، يوم الاثنين، أعمال المؤتمر الدولي السادس عشر لتاريخ وآثار الأردن (ICHAJ 16) تحت عنوان: "علم الآثار والاستدامة: التعلم من الماضي من أجل مستقبل آمن وقوي". ويُقام المؤتمر برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، وتنظّمه وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة، بالتعاون مع جامعة أثينا الوطنية والكابوديستريان، ويستمر لمدة خمسة أيام حتى 26 أيلول الجاري في العاصمة اليونانية.

وفي كلمة له خلال الافتتاح، أكد سمو الأمير الحسن أهمية فهم التاريخ الحضاري والإرث الثقافي للأردن ضمن سياق المشرق العربي، بما يسهم في إدراك تحديات الحاضر وبناء مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا. وقال سموه إن انعقاد المؤتمر في أثينا ليس مجرد استضافة، بل يحمل رمزية خاصة، إذ تُعد المدينة ملتقى للثقافات والمعتقدات والحضارات المتعاقبة.

وأضاف سمو الأمير أن الحضارة الإنسانية ليست نتاج شعب واحد، بل ثمرة تلاقي وتفاعل ثقافي مستمر بين الشعوب عبر العصور، مشيرًا إلى الأواصر التاريخية التي تربط بين الإرث الثقافي لروما واليونان والأنباط في البترا، وصولًا إلى الحضارة الإسلامية، وما شكّله ذلك من دور محوري للأردن كحلقة وصل حضارية وتجارية في قلب المنطقة.

وأشار سموه إلى أن دراسة الإرث الحضاري الأردني تتيح فهماً عميقاً لمفاهيم الاستدامة، لافتاً إلى أن التعاملات الزراعية المستدامة التي طبقتها شعوب الأردن القديمة – بدءًا من القرى الزراعية النيوغاليثية وصولًا إلى ممالك عمون ومؤاب وإدوم – تمثل نموذجًا رائدًا للاستفادة من الموارد الطبيعية بوعي بيئي مبكر.

كما شدّد سموه على ضرورة حماية المخزون المعرفي الذي خلّفته الحضارات المتعاقبة في المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بترابط المياه والغذاء والطاقة والأنظمة الحيوية، مؤكدًا أهمية إنشاء قواعد بيانات موثوقة لنقل هذه المعارف للأجيال القادمة واتخاذ قرارات تنموية مستنيرة.

وتوقف الأمير الحسن عند الدور الفكري للمشرق العربي، مبينًا أنه لم يكن متلقيًا سلبيًا في السياق الحضاري العالمي، بل لعب دورًا فاعلًا في تشكيل "المخزون الفكري" الإنساني، وساهم في بناء الجسور بين الحضارات المختلفة.

وأكد سموه على أهمية صون كرامة الإنسان ضمن التعامل مع التاريخ والإرث الثقافي، داعيًا إلى "أنسنة التاريخ"، والابتعاد عن تسطيح التجربة الحضارية لشعوب المنطقة.

وفي سياق حديثه عن الواقع الإنساني، تطرق سمو الأمير إلى الأوضاع المأساوية في غزة، مشيرًا إلى أن القطاع، الذي كان يمتلك واحدة من أعلى نسب محو الأمية في العالم (97%)، يعاني اليوم من "إبادة تعليمية" بفعل الحرب، إضافة إلى "إبادة بيئية" نتيجة الدمار واسع النطاق، محذّرًا من مخاطر "إبادة فكرية" قد تطال الإنسانية جمعاء إذا استمرت هذه الأزمات دون رادع.


مشاركة عبر: