اجتماع طارئ للناتو بعد اختراق مقاتلات روسية للمجال الجوي الإستوني

---

أخبار هنا العالم - بروكسل – يعقد مجلس شمال الأطلسي، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا استجابة لطلب إستونيا تفعيل المادة الرابعة من معاهدة واشنطن، عقب حادثة اختراق ثلاث مقاتلات روسية من طراز "ميغ-31" لمجالها الجوي يوم الجمعة الماضي، وبقائها داخله لمدة 12 دقيقة قبل أن تُجبر على الانسحاب.

ووصفت السلطات في تالين الحادث بأنه "توغل وقح وغير مسبوق"، معتبرة أنه يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة إستونيا وأمنها الوطني.

ومن المقرر أن يعقد الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، مؤتمرًا صحفيًا في مقر الحلف ببروكسل عقب الاجتماع، يُتوقع أن يعرض فيه نتائج المشاورات بين الحلفاء، ويقدم موقفًا موحدًا تجاه الانتهاكات الروسية الأخيرة في أجواء كل من بولندا وإستونيا، بالإضافة إلى التطورات المستمرة في الحرب الأوكرانية.

وتأتي هذه الحادثة بعد نحو أسبوع من اختراق أكثر من 20 طائرة مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي يومي 9 و10 سبتمبر، ما دفع طائرات تابعة للحلف إلى التدخل وإسقاط بعضها. وقد طلبت بولندا بدورها تفعيل المادة الرابعة، ما جعل من وارسو وتالين محور جدول أعمال اجتماع اليوم.

وتنص المادة الرابعة من معاهدة واشنطن – التي نادراً ما يتم تفعيلها – على أن الدول الأعضاء "ستتشاور كلما رأت أي منها أن سلامة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها مهدد". وقد تم اللجوء إليها ثماني مرات فقط منذ تأسيس الحلف عام 1949، مما يبرز خطورة الظرف الراهن.

من جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون طائراتها قد اخترقت المجال الجوي الإستوني، مشيرة إلى أنها كانت تحلّق فوق المياه الدولية. إلا أن مسؤولين غربيين اعتبروا هذه الحوادث جزءًا من تحركات روسية تهدف إلى اختبار جاهزية الحلف واستجابته الجماعية.

ويُتوقع أن يؤكد الأمين العام للناتو في مؤتمره الصحفي على وحدة صف الحلفاء، ويبعث برسالة حازمة مفادها أن أمن الدول الأعضاء "غير قابل للتفاوض"، وأن أي تهديد لعضو واحد يُعد تهديدًا للحلف بأكمله.

ويشكل هذا الاجتماع استمرارًا لمسار تشاوري استُخدم سابقًا في أزمات إقليمية كبرى، ما يعكس دور الناتو كتحالف سياسي وعسكري في آنٍ واحد، قادر على الانتقال من التنسيق السياسي إلى اتخاذ إجراءات دفاعية ملموسة عند الضرورة.

---

مشاركة عبر:

---