جلالة الملك يعلنها: ردنا يجب أن يكون واضحاً، حاسماً، و رادعاً

أخبار هنا العالم - ديما القيسي
اختتمت قمة الدوحة العربية – الإسلامية الطارئة أعمالها، والتي جاءت على هامش العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، لبحث آليات الرد على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وممارساتها التي تجاوزت القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات بعجرفة لا مثيل لها في التاريخ.
حظيت كلمة الملك عبدالله الثاني بن الحسين دون غيرها باهتمام واسع وكبير على المستوى المحلي الإقليمي والعالمي، التي جاءت بليغة واضحة وحاسمة وبلغة واثقة، ووضعت النقاط على الحروف وليس مالبغة أن نقول أن كلمة الملك وضعت الأساس لأي تحرك عربي مستقبلاً، وأكدت أمام مرأى العالم أنه القائد الذي يستمد قوته من حكمته وعدالة موقفه، وأن الأردن سيبقى دائما في موقع القوة داعما ومساندا لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وسندا للأشقاء، ولا يساوم على أمنه ولا أمن المنطقة.
حديث الملك كان مباشراً، تكلم فيه عن ممارسات إسرائيل ومشاريعها التوسعية وتهدديها للسلم والأمن في المنطقة، ورفضها لكافة أشكال الحوار والسلام العادل الذي ينطلق من قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وأن هذه الممارسات بات تهدد جميع الدول، كما تكلم أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لم يكن لها أن تفعل ذلك لولا تغاضي المجتمع الدولي عن أفعالها، التي تشكل خطرا على النظام الدولي وقيمه الإنسانية التي قام عليها.
شجاعة الملك ليست غريبة، فجميعنا نتذكر الكلمة التاريخية التي ألقاها في مقر البرلمان الأوروبي منذ شهور قليلة، وفي الدوحة كانت الشجاعة حاضرة بعزم وموقف لا يلين، كلمته المقتضبة والمختصرة كانت أكثر بلاغة من أي شيء آخر، حيث أعلن جلالته أن الموقف يتطلب الآن أفعالا حازمة واضحة ومباشرة، ووضع الجميع أمام مسوؤلياتهم التاريخية، في ضرورة وضع حد لانتهاكات إسرائيل وأفعالها العدوانية، وأهمية التعاون العربي المشترك الذي يقوم على الاحترام المتبادل للسيادة، وأن أي تهديد لأي دولة عربية شقيقة هو تهديد للجميع ويجب التعامل معه على هذا الأساس.
نعلم أن المنطقة تمر بأصعب أوقاتها، ونعلم أن الأطماع الإسرائيلية المدعومة من الغرب لن تنتهي إلا كما يزعمون بدولة إسرائيل الكبرى، وأن استهداف الدول العربية وخرق سيادتها والعبث بأمنها هو سلوك دائم ومستمر لهذه الحكومة اليمينية المتطرفة، لكن نعلم أيضا أننا تحت قيادة قائد عربي يحظى باحترام العالم، يقود العالم العربي بحكمته واعتداله وشجاعته، ونعلم بما لا مجال للشك فيه أن الأردن رقم صعب وتاريخه البطولي واضح في صفحات التاريخ، وأن أوهام وأحلام إسرائيل ليست قدرا محتوما، بل العكس هو الذي سيحدث، فالأردن باق دولة صلبة وشامخة، وقيادتنا الهاشمية هي صمام الأمان للأردن وللمنطقة، فكلمة الملك رسخت الثوابت الوطنية الأردنية العليا، وكرست أن الأردن لن يغامر بمستقبله تحت أي ظرف، وأن لاءات الملك الثلاث – لا للوطن البديل، لا للتوطين، والقدس خط أحمر - ستظل هي العنوان الأبرز والوحيد لموقف الأردن، غير قابلة للمساومة والنقاش بأي شكل من أشكال.
مشاركة عبر:
-
عندما تتحول الطبيعة إلى مصدر دخل… فهل ننتظر أم نبدأ
17/10/2025 00:37
-
إعلام قرار .. أمانة عمّان
17/10/2025 00:37
-
العصف الذهني المجتمعي
17/10/2025 00:37
-
برقية إلى الملك المؤسس .. ارتباط مجيد
17/10/2025 00:37
-
استشهاد القائد يحيى السنوار... الصمت الذي دوّى في قلب الاحتلال
16/10/2025 16:06
-
الشرق الأوسط بين ضباب التسويات ومكر الخرائط
16/10/2025 00:31
-
السياحة العلاجية الأردنية .. من يعيد البوصلة
16/10/2025 00:31
-
النخب السياسية المعلَّبة .. أقنعة الحداثة في مرايا العالم الثالث
16/10/2025 00:31
-
مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام
16/10/2025 00:30
-
الأردن .. الحكمة التي تنحاز للحق دائماً
15/10/2025 01:41