الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

«إنفيديا» تستثمر 5 مليارات دولار لتعزيز شراكتها مع «إنتل»


الجمعة   00:03   19/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - في خطوة مفاجئة قد تعيد تشكيل خريطة صناعة أشباه الموصلات، أعلنت شركة «إنفيديا» الأميركية، يوم الخميس، عن استثمار ضخم بقيمة 5 مليارات دولار في منافستها التقليدية «إنتل»، لتصبح بذلك من أكبر المساهمين فيها. تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه «إنتل» للخروج من سنوات من التراجع ومحاولات التحول التي لم تُكلل بالنجاح. وتشمل الصفقة أيضاً اتفاقاً لتطوير معالجات مشتركة لأجهزة الكمبيوتر ومراكز البيانات، مما يشكل تهديداً مباشراً لكل من شركة «تي إس إم سي» التايوانية، التي تصنع معالجات «إنفيديا» الرئيسية حالياً، وشركة «إيه إم دي» الأميركية، المنافس التقليدي لـ«إنتل» في سوق الخوادم ومعالجات الذكاء الاصطناعي.

وقد أحدث الإعلان عن الصفقة صدى واسعاً في الأسواق، حيث ارتفعت أسهم «إنتل» بأكثر من 32% في تداولات ما قبل الافتتاح، في حين صعد سهم «إنفيديا» بأكثر من 3%. بالمقابل، شهدت أسهم «إيه إم دي» تراجعاً بحوالي 4%، وخسرت أسهم «تي إس إم سي» المدرجة في الولايات المتحدة نحو 2%.

تفاصيل الصفقة

أعلنت «إنفيديا» أنها ستدفع 23.28 دولاراً للسهم الواحد من أسهم «إنتل» العادية، وهو أقل من سعر الإغلاق السابق البالغ 24.90 دولار، لكنه أعلى من السعر الذي دفعته الحكومة الأميركية الشهر الماضي (20.47 دولار) مقابل استحواذها على حصة استثنائية بلغت 10% من «إنتل». وبإتمام الصفقة، يُتوقع أن تمتلك «إنفيديا» حوالي 4% أو أكثر من أسهم «إنتل».

تمثل هذه الخطوة دعماً حيوياً لـ«إنتل» التي عانت من تأخر في تكنولوجيا التصنيع وتراجع حصتها السوقية لصالح منافسين مثل «تي إس إم سي» و«إيه إم دي». في مارس الماضي، عينت «إنتل» ليب-بو تان رئيساً تنفيذياً جديداً، الذي تعهد بتحويل الشركة نحو مزيد من المرونة في استثماراتها.

لا تشمل الصفقة نشاط التصنيع التعاقدي لـ«إنتل»، لكن وجود «إنفيديا» كمستثمر وشريك تقني يمنح «إنتل» فرصة لتخفيف الضغوط على وحدتها التصنيعية. وتُعهد الاتفاقية إلى «إنتل» تصميم معالجات مخصصة لمراكز البيانات، بينما تدمج «إنفيديا» هذه المعالجات مع شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ابتكار تقني مشترك

يرتكز الابتكار الأبرز في الصفقة على «تقنية الروابط السريعة» المملوكة لـ«إنفيديا»، التي تسمح للمعالجات من الشركتين بالتواصل بسرعات غير مسبوقة، وهو أمر حاسم في سوق الذكاء الاصطناعي حيث ترتبط مئات أو آلاف الرقائق للعمل كوحدة واحدة لمعالجة البيانات الضخمة. وحتى الآن، كانت خوادم «إنفيديا» المزودة بهذه التقنية متاحة فقط باستخدام رقائق الشركة نفسها، لكن مع دخول «إنتل» كشريك، ستحصل على حصة من كل خادم يُباع، مما يعزز قدرتها التنافسية في مواجهة «إيه إم دي» و«برودكوم» التي تقدم تقنيات اتصال بين الشرائح.

في قطاع المستهلكين، ستزود «إنفيديا» «إنتل» بشرائح رسومات مخصصة تدمجها الأخيرة مع معالجاتها المركزية، مما يمنحها أفضلية أمام منافسين مثل «إيه إم دي».

توازن جديد في سوق الرقائق

تأتي هذه الصفقة بعد إعلان «إنتل» عن استثمارات بقيمة 2 مليار دولار من «سوفت بنك»، بالإضافة إلى 5.7 مليار دولار من الحكومة الأميركية لدعم جهود تطوير عمليات التصنيع الحديثة. ويعتقد محللون أن هذا التمويل الكبير، مع الشراكة الجديدة، قد يمنح «إنتل» فرصة للعودة بقوة إلى سوق يتوقع أن يتضاعف حجم صناعة الذكاء الاصطناعي فيه خلال السنوات الخمس المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«إنفيديا»، جنسن هوانغ: «يجمع هذا التعاون التاريخي بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة المسرعة من (إنفيديا) ووحدات المعالجة المركزية من (إنتل)، ونظام x86 البيئي الشامل. معاً، سنوسع أنظمتنا البيئية ونضع الأساس لعصر الحوسبة المقبل».

وأكد مسؤولو الشركتين أن التعاون هو «اتفاق تجاري» لتبادل الرقائق وإنتاج أجيال متعددة من المنتجات المشتركة، دون تبادل تراخيص، ولا يزال موعد طرح أولى هذه المنتجات قيد الانتظار.

تُعد هذه الخطوة أحدث مثال على التحولات السريعة في قطاع أشباه الموصلات، حيث تتجه الشركات المنافسة إلى التحالفات لمواجهة التحديات الجيوسياسية وسلاسل التوريد المعقدة. وبينما يبقى مستقبل «إنتل» معلقاً بقدرتها على اللحاق بركب تصنيع الرقائق المتقدمة، يمنحها دعم «إنفيديا» دفعة قوية، فيما تواصل «تي إس إم سي» و«إيه إم دي» مراقبة المشهد بحذر خوفاً من خسارة مواقع استراتيجية في واحدة من أكثر الصناعات تنافسية في العالم.


مشاركة عبر: