ترامب يصل المملكة المتحدة في زيارة دولة تاريخية وسط إجراءات أمنية مشددة ودعوات للتظاهر

---

أخبار هنا العالم - لندن – وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة، مساء الثلاثاء، في زيارة دولة ثانية توصف بالتاريخية، تُجرى وسط إجراءات أمنية مشددة وعلى وقع دعوات متزايدة للتظاهر ضد زيارته.

وحطّت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" في مطار ستانستيد شمال شرق لندن، عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، حيث كان في استقباله حرس الشرف، قبل أن يستقل مروحية برفقة زوجته ميلانيا ترامب متوجهاً إلى مقر إقامة السفير الأميركي في لندن لقضاء ليلته الأولى.

وخلال الرحلة، قال ترامب للصحفيين إن الزيارة ستكون "ضخمة"، مؤكداً لدى وصوله أن الملك تشارلز الثالث "صديق قديم" له.

احتجاجات واستعدادات أمنية

وشهدت مدينة وندسور ومحيطها تظاهرات محدودة، حيث عرض محتجّون صورًا للرئيس الأميركي وجيفري إبستين على جدران القلعة، في خطوة رمزية رفضًا للزيارة. كما تظاهر العشرات في مناطق متفرقة غرب لندن، فيما يُتوقع أن تشهد العاصمة مسيرة احتجاجية واسعة الأربعاء، رغم أن ترامب سيُبقي جدول أعماله خارج لندن لتفادي المواجهة المباشرة مع المتظاهرين.

جدول الزيارة: احتفالات رسمية ومباحثات سياسية

ومن المقرر أن يستهل ترامب يوم الأربعاء بلقاء الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في قلعة وندسور، ضمن مراسم استقبال رسمية تشمل استعراضًا غير مسبوق لحرس الشرف، وموكبًا لعربات ملكية تجرها الخيول، واستعراضًا جويًا، ومأدبة رسمية يشارك فيها أفراد العائلة المالكة، بمن فيهم الأمير ويليام وزوجته الأميرة كاثرين.

وفي اليوم التالي، الخميس، يلتقي ترامب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر الإقامة الريفي الرسمي "تشيكرز"، على بعد 70 كيلومتراً من لندن، حيث يبحث الجانبان ملفات سياسية واقتصادية، أبرزها اتفاق التعرفات الجمركية والاستثمارات الثنائية.

وصرّح ترامب قبيل مغادرته واشنطن بأن الزيارة تمثل "شرفًا عظيمًا"، متوقعًا أن تشهد إعلانًا عن استثمارات أميركية بمليارات الدولارات في المملكة المتحدة، من بينها 30 مليار دولار أعلنت عنها شركة مايكروسوفت عشية الزيارة.

أبعاد سياسية للزيارة

ورغم تقارير إعلامية تفيد بأن الملك تشارلز لم يكن متحمسًا لدعوة ترامب، خاصة في ظل ظروفه الصحية، فإن حكومة حزب العمال برئاسة ستارمر تسعى إلى الاستفادة من إعجاب ترامب بالعائلة المالكة لتوطيد "العلاقة الخاصة" التي تربط لندن وواشنطن.

وترى مراكز الأبحاث البريطانية أن هذه الزيارة تمثل "لحظة حاسمة" لكل من ترامب وستارمر؛ إذ يستثمر الأول في المراسم والبروتوكول، بينما يسعى الثاني إلى تحويل الاهتمام من التحديات الداخلية نحو دوره الدولي المتنامي.

انقسام في الشارع البريطاني

وفي حين يرى بعض المواطنين البريطانيين أن الزيارة تعزز السياحة والعلاقات الدولية، عبّر آخرون عن رفضهم لسياسات ترامب، معتبرين أنه "يزرع الانقسام أينما ذهب".

وفي سياق متصل، أعلنت شرطة "تيمز فالي" نشر وحدتها البحرية ضمن إجراءات أمنية مشددة في محيط قلعة وندسور، ووصفت التدابير بأنها "شاملة، بعضها ظاهر للعامة، والبعض الآخر يعمل خلف الكواليس".

وأكد "داونينغ ستريت" أن زيارة ترامب تمثل فرصة لـ"دفع الصداقة التي لا تنفصم عراها بين البلدين إلى مستويات جديدة".

---

مشاركة عبر:

---