الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

حين يصبح الإعلام مرتزقًا… يبقى الموقف هو الحقيقة


الاثنين   13:56   15/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - هيثم علي يوسف

من الطبيعي أن يُهاجَم من يكشف الحقيقة، فالتاريخ يخبرنا أن كل من وقف بوجه الفساد ورفع صوته دفع ثمنًا باهظًا من سمعته وكرامته وحتى حياته. وما أشبه اليوم بالأمس؛ فحين تفضح الفاسدين وتكشف المستور، تجد نفسك فجأة متهمًا بالدخول على المهنة، أو “اللهاث وراء الترند”، أو مطاردًا بسيل من الشتائم والاتهامات الرخيصة.

لكن الحقيقة أن هذه التهم تكشف ضعف خصومنا قبل أن تنال منا؛ فالعاجز عن الدفاع بالحجة لا يملك سوى تشويه الخصم. وهكذا يهربون من مواجهة الحقائق عبر محاولة اغتيال صاحبها معنويًا.

المؤلم أن بعض هؤلاء لا يكتفون بالفساد فحسب، بل يلبسون عباءة الدين ويختبئون خلف الشعارات، والدين الحق براء من سلوكياتهم. الدين في جوهره عدل وفضح للباطل، لا غطاء للرشوة ولا ستارًا للنفاق. وهنا يولد ذلك القرف الذي نعيشه: نفاق اجتماعي، إعلام مأجور، ونخب تزيف وعي الناس بدل أن تنيره.

لقد تحولت الساحة الإعلامية – إلا ما رحم ربي – إلى مساحة ممنوع فيها النقد، مرفوع عنها العتب، مسلوبة من رسالتها. الكل يطبل، الكل يبرر، والكل يساوم… إلا القلة التي آثرت أن تبقى على العهد، صامدة في وجه حملات التشويه، متمسكة بأن الإعلام ليس وظيفة بل موقف.

الإعلام الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات ولا بعدد العقود الإعلانية، بل بقدرة الصحفي على قول كلمة حق حين يسكت الجميع. ولهذا، ورغم كل محاولات الإقصاء والتشويه، يبقى الصحفي الحر واقفًا على قدميه، مؤمنًا أن الرزق على الله، والكرامة لا تُشترى


مشاركة عبر: