الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الإقامة الذهبية .. وعمران دبي


الخميس   23:46   21/08/2025
Article Image

في قلب النهضة العمرانية المتسارعة التي تعيشها دبي، تبرز «الإقامة الذهبية» كأحد المحركات الخفية التي تعيد رسم ملامح الإمارة، ليس فقط على مستوى الاستثمار والعمران، بل في تكوين نسيجها المجتمعي الفريد من نوعه.

هذه المبادرة التي أطلقتها حكومة الإمارات قبل أعوام، منحت الاستقرار لرواد الأعمال وأصحاب الكفاءات والمبدعين، لتصبح دبي خياراً دائماً للعيش والعمل والإبداع. وأثبتت التجربة أن «الإقامة الذهبية» لم تكن مجرد تسهيلات إجرائية، بل استراتيجية شاملة جعلت الإمارة أكثر جاذبية للتنوع البشري والفكري، ورسخت مكانتها مدينةً عالمية تنبض بالفرص.

ومع ذلك، فإن هذا الانفتاح الكبير قد يفرز بعض التحديات الطبيعية، مثل تمركز جنسيات محددة في أحياء مغلقة خاصة بها، الأمر الذي قد يحدّ من التمازج الاجتماعي، وربما قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية غير مرغوبة.

وهنا تتميز دبي برؤيتها الاستباقية، فهي لا تنظر إلى التحديات كعوائق، بل كمحفزات للتطوير، فالمعادلة الصعبة تكمن في الحفاظ على حرية الإقامة والشراء، مع تجنب تكدس جنسية واحدة في حي معين. والحل ليس في المنع أو التقييد، بل في التخطيط الحضري الذكي. ويبرز دور المطورين العقاريين بالتعاون مع الجهات الحكومية في تصميم مشاريع متوازنة تدمج مختلف الجنسيات داخل مجمعات سكنية متكاملة، ليصبح التنوع عنصر قوة يعزز الهوية الجماعية.

كما تلعب المدارس دوراً محورياً في هذا المسار؛ عبر تعزيز الطابع الدولي للمؤسسات التعليمية، لتكون فضاءات طبيعية للتلاقي الثقافي بين الأطفال، وغرس قيم التعايش والتسامح منذ الصغر.

إن الرهان على «الإقامة الذهبية» كأداة لإعادة تشكيل دبي يظل رهاناً رابحاً، لأنه يستند إلى رؤية واضحة تجمع بين الانفتاح والتماسك. ومع استمرار السياسات الحضرية المتوازنة، والتوسع في المبادرات التعليمية والثقافية، فإن الإمارة تمضي بثقة نحو صياغة معادلة فريدة: مدينة تستقطب الجميع، لكنها في الوقت ذاته تبني هوية جامعة، نابضة بالحياة ومتجددة.

وهكذا ترسم دبي مستقبلها كـ«مدينة العالم»، حيث لا يذوب التنوع ولا يتنافر، بل يلتقي ليشكل لوحة حضارية متفردة تحمل اسم: «دبي».


مشاركة عبر: