الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

"غزّة بين أنياب الجوع.. حصار يقتل بصمت والعالم غائب" الأسواق الخاوية


الأحد   20:16   14/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم

بقلم : يوسف الفقهاء
في شوارع غزة، لم تعد الأسواق تعكس حياة طبيعية، بل تحولت إلى مساحات شبه فارغة. رفوف المحلات خاوية، والمخابز لا تعمل إلا لساعات محدودة، فيما تصطف طوابير طويلة لأناس ينتظرون حصتهم من رغيف قد لا يكفيهم ليوم واحد.
يقول أبو خالد، وهو أب لأسرة من سبعة أفراد: "أقف منذ الفجر على باب المخبز، أحياناً أعود بخبز لا يكفي، وأحياناً أعود صفر اليدين.. الأطفال في البيت ينتظرون ولا أملك جواباً لهم سوى الصمت."

الأطفال الضحايا الأوائل

أصوات بكاء الأطفال في غزة اليوم ليست بسبب الخوف من القصف، بل من ألم الجوع. فقد أصبح غياب الحليب والغذاء المناسب مشهداً يومياً، فيما تنتشر بين الأطفال مظاهر الضعف والهزال.
تقول أم محمد، وهي تحمل طفلها الهزيل بين ذراعيها: "أبني يبكي طوال الليل من الجوع، لم يعد لدي حليب أو طعام له.. لم أعد أستطيع النظر في عينيه دون أن أشعر بالعجز."

أمهات بلا حول

في البيوت، تتحول الأمهات إلى شاهدات على مأساة صامتة. كثيرات منهن يقفن عاجزات أمام صغارهن، يراقبن وجوههم الشاحبة وهم يتضورون جوعاً.
تضيف سعاد، أم لثلاثة أطفال: "لم يعد خوفي من الطائرات أكبر من خوفي من الجوع.. الحرب قد تقتلنا مرة واحدة، لكن الجوع يقتلنا كل يوم ألف مرة."

صمت العالم

رغم التحذيرات المتكررة من المنظمات الإنسانية، إلا أن المجتمع الدولي ما زال يكتفي بالتصريحات، دون خطوات عملية توقف نزيف الجوع. بيانات الإدانة لم تطعم طفلاً، ولا التصريحات أنقذت شيخاً. الجريمة اليوم ليست فقط في يد من يفرض الحصار، بل أيضاً في صمت من يشاهد ويغض الطرف.

مجاعة بصوت خافت

الخطر الحقيقي أن الجوع في غزة لم يعد أزمة إنسانية عابرة، بل سلاحاً يُستخدم لقتل المدنيين ببطء. هو موت بلا ضجيج، أشد قسوة من القصف، لأنه يذبل الأرواح على مهل. العالم يسمع أنين غزة لكنه يتجاهله، ليبقى القطاع ميداناً لمأساة لم يعرف التاريخ الحديث لها مثيلاً.


مشاركة عبر:
Article Media Image