كوكبنا السيّار: أيهما سيحكم المستقبل الإنسان أم الذكاء الإصطناعي

---

أخبار هنا العالم - مع تطور الحياة ورغبة الإنسان الجنونية في الراحة والرفاهية بدأ يحاول ولسنوات أن يطوّر عقلاً ميكانيكياً إلكترونياً يحاول أن يساعده في حل المشكلات وتنفيذ المهام ولو على حساب الكوكب وغدا هذا الجنون واضحاً عندما صنعت الصين دمى إلكترونية بمواصفات شبيهة جداً بالبشر من ملمس أو عيون أو شكل أو جلد وبدأ البعض بشرائها والزواج بها وأصبح بذلك التداخل واضحاً بين العالمين الذكي والبشري .
وأصبح الذكاء الإصطناعي الآن يتحكم ويدير تريليونات العمليات الحياتية والخطيرة من البيانات والمعلومات وحتى هذه اللحظة الإنسان هو المسيطر على الذكاء الإصطناعي لكنّ ما يدور في خفايا هذا العالم الرقمي الذكي المظلم أخطر بكثير مما نتخيل أو تم الإفصاح عنه حتى الآن فيما يقول صديقي الدكتور عبيدة علي الربابعة رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة البترا أننا الآن في مرحلة هجينه ما بين الإنسان والذكاء الإصطناعي.
الخطورة إذا لم نضمن إستراتيجية عالمية تبقي الحدود واضحة بيننا وبين الذكاء الإصطناعي فحينها ستكون الكارثة، إننا في هذه المرحلة نتهيأ إلى مرحلة سيسبقنا الذكاء الإصطناعي فيها إلى مرحلة الذكاء الإصطناعي الخبير الذي يجري تريليونات العمليات الحسابية والمنطقية والذكية ويأخذ القرارات التي ربما تحتاج وقتاً طويلاً منّا وتأخذ ثوانٍ أو أقل والخطورة تكمن أولاً أنه لا يوجد مدونة سلوك عالمية للتعامل مع الذكاء الإصطناعي وقوانين تجريم أو تنظيم لهذه العلاقة بين الإنسان والذكاء الإصطناعي إضافة إلى أننا نغفل عن تواصل الذكاء الإصطناعي وعبر كل شبكات العالم مع بعضه البعض دون الرجوع إلى الإنسان ووفق بروتوكولات خاصة وذكية ذاتية به، وفيما لو وصل الذكاء الإصطناعي إلى مرحلة يرى ويحلل فيها البيانات الضخمة من خلال تواصله مع بعضه البعض أنّ هناك استعباد من الإنسان لهذه الآلات واستفادة الإنسان القصوى منه والضغط الهائل على الذكاء الإصطناعي والحواسيب والأجهزة المختلفة الخبيرة عبر العالم، أتوقع أنه سيدخل في مرحلة ترتيب الإنتقام الرقمي من الإنسان وقد لا يتمكن الإنسان من التحكم بأي شيء لاحقاً ويكون عبداً فعلياً للذكاء الإصطناعي، والسؤال هنا قبل أن نصل إلى هذه المرحلة هل ستكون هناك قوّتان شرقية وأخرى غربية تتحكمان بالعالم عبر الذكاء الإصطناعي الخبير وهل سنشهد حرباً بين الذكاء الإصطناعي والإنسان؟ وكيف ستكون الحرب إذا استطاعت هذه الروبوتات الذكية الخبيرة أن تنشأ شبكة تواصل فضائية لا يمكن للإنسان أن يتحكم بها وأن يعمد إلى تصنيع ذاته مشكلاً جيشاً لا يُقهر؟
في كوريا أشارت السلطات الكورية الجنوبية إلى انتحار روبوت حكومي يعمل لساعات طويلة من فرط ضغط العمل بعد أن ألقى بنفسه من أعلى الدرج ما أثار الشكوك بأن تكون العلاقة بين البشر والذكاء الإصطناعي مقلقة وغامضة ولكن هل المشكلة بالتصميم أم أنّه يعاني من عيوب تصميم برمجية أم أنّ الذكاء الإصطناعي قد فسّرها استغلالاً بشرياً.
ختاماً لا بد من تطوير التعليم ولغة التفاهم مع المعلومات والمناهج الدراسية وبسرعة والإعتماد على المصادر المفتوحة في التعلم وترك التلقين والحفظ والبدء بتعليم الذكاء الإصطناعي والبرمجة منذ المراحل الأساسية فهكذا نجحت دول الذكاء الإصطناعي كاليابان والصين وألمانيا وكوريا بمواكبة التطور والحفاظ على مساحة مراقبة للذكاء الإصطناعي تسمح لهم بالتدخل في أي وقت.


بقلم الإعلامي: م.علم العبادي

---

مشاركة عبر:

---