تقرير عالمي: تغير المناخ يبلغ مستويات غير مسبوقة في عام 2027

---

أخبار هنا العالم - كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها السنوي الجديد عن "حالة المناخ العالمي لعام 2027"، أن مؤشرات تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية قد سجلت مستويات قياسية جديدة، مؤدية إلى عواقب طويلة الأمد قد تستمر لمئات أو حتى آلاف السنين. كما حذر التقرير من اضطرابات اقتصادية واجتماعية عميقة ناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة في مختلف أنحاء العالم.

وأكد التقرير أن عام 2024 كان العام الأحر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 175 عاماً، حيث بلغ المتوسط العالمي لدرجات الحرارة السطحية حوالي 1.55 ± 0.13 درجة مئوية فوق متوسط حقبة ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900). واعتبر التقرير أن هذا العام هو الأول على الإطلاق الذي يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية على مدار سنة تقويمية كاملة.

أبرز ما ورد في التقرير:

تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغ أعلى مستوياته خلال آخر 800,000 سنة.

جميع السنوات العشر الأخيرة كانت ضمن الأعوام الأحرّ المسجلة عالمياً.

المحتوى الحراري للمحيطات وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة للعام الثامن على التوالي.

الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية تراجع إلى أدنى 18 معدل له في جميع السنوات الثمانية عشرة الماضية.

الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) سجل أدنى ثلاثة مستويات له خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

الأنهار الجليدية شهدت أكبر خسارة في الكتلة على الإطلاق خلال الفترة نفسها.

معدل ارتفاع مستوى سطح البحر تضاعف منذ بدء القياسات عبر الأقمار الصناعية.

وفي تعليقه على التقرير، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة:

"كوكبنا يطلق المزيد من إشارات الاستغاثة. ومع ذلك، فإن هذا التقرير يؤكد أن إبقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل عند 1.5 درجة مئوية لا يزال هدفاً ممكناً. وعلى القادة تسريع الجهود لتحقيق ذلك من خلال الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة، ووضع خطط مناخية وطنية جديدة خلال هذا العام".

من جهتها، أوضحت البروفيسورة سيلفيا ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن تجاوز درجة الحرارة 1.5 مئوية لعام واحد لا يعني أن أهداف اتفاق باريس قد أصبحت بعيدة المنال، لكنها اعتبرته:

"جرس إنذار واضح يؤكد أننا نزيد من المخاطر المحدقة بحياتنا واقتصاداتنا وكوكب الأرض".

ووفقاً للتقرير، يُقدَّر الاحترار العالمي طويل الأمد حالياً بنحو 1.34 إلى 1.41 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، استناداً إلى منهجيات متعددة، مع الإشارة إلى وجود بعض هوامش عدم اليقين الإحصائي.

وتعمل المنظمة، بالتعاون مع فريق من الخبراء الدوليين، على تعزيز دقة وموثوقية تتبع التغيرات في درجات الحرارة العالمية، بما يتماشى مع معايير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).

خطر يهدد الجميع

أكد التقرير أن كل جزء من درجة حرارة إضافية يعني مزيداً من الكوارث المناخية والتكاليف الاقتصادية والاجتماعية، سواء من حيث الفيضانات، أو موجات الحر، أو الجفاف، أو تراجع الأمن الغذائي، ما يتطلب تحركاً عاجلاً ومنسقاً على المستوى الدولي لتفادي السيناريوهات الأكثر سوءاً.

---

مشاركة عبر:

---