وول ستريت: قرب مستويات قياسية ترقباً لخفض وشيك في الفائدة

أخبار هنا العالم - شهدت الأسواق المالية الأمريكية يوم الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025، زخمًا إيجابيًا مع اقتراب الأسهم من مستوياتها القياسية، مدعومة بتوقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي) سيتجه قريبًا لخفض أسعار الفائدة. يأتي هذا التفاؤل على خلفية ترقب المستثمرين لبيانات سوق العمل التي قد تبرر خطوة التيسير النقدي، بهدف دعم الاقتصاد.

عكست حركة الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء تفاؤلًا كبيرًا في أوساط المستثمرين، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية أداءً قويًا. هذه الارتفاعات تأتي في سياق تقييم مستمر لتأثير السياسات النقدية المحتملة ومؤشرات الاقتصاد الكلي.

المؤشرات الرئيسية: أداء متميز وسط توقعات متفائلة
أظهرت البيانات أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1%، ليقترب من أعلى مستوى تاريخي سجله الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 32 نقطة، أي ما يعادل 0.1%، بينما كان الأداء الأبرز من نصيب مؤشر ناسداك المركب الذي ارتفع بنسبة 0.2%، متجاوزًا بذلك ذروته السابقة ومحققًا إغلاقًا قياسيًا جديدًا.

هذه الارتفاعات تعكس ثقة المستثمرين في مرونة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التكيف مع التحديات الحالية، خاصة في ظل التوقعات بأن يدعم الفيدرالي النمو الاقتصادي من خلال سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.

سوق السندات: استقرار عوائد الخزانة وتأثيره على سياسة الفيدرالي
في سوق السندات، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية استقرارًا ملحوظًا بعد فترة من التراجع الحاد. هذا الاستقرار يشير إلى تزايد قناعة المستثمرين بأن تباطؤ سوق العمل سيكون العامل الرئيسي الذي يدفع الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.

وقد تحول تركيز السوق بعيدًا عن المخاوف الأولية من التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب. باتت الأنظار تتجه نحو المراجعات الحكومية لبيانات التوظيف، التي يُنتظر أن تُظهر تباطؤًا كافيًا لتبرير خفض الفائدة دون أن يشير ذلك إلى ضعف اقتصادي حاد قد يثير مخاوف الركود. يبقى التضخم ضمن مستويات مقبولة، على الرغم من أن تحقيق هدف الفيدرالي البالغ 2% يظل تحديًا.

لم يقتصر تأثير التطورات الاقتصادية الكلية على المؤشرات العامة فحسب، بل امتد ليشمل أداء الشركات الفردية، حيث شهدت بعض الأسهم تحركات كبيرة نتيجة للإعلانات الخاصة بالشركات والتحولات الاستراتيجية.

صعود "يونايتد هيلث" وانخفاض "فوكس"
سجل سهم يونايتد هيلث (UnitedHealth) ارتفاعًا بنسبة 2.9%، مدعومًا بإعلان الشركة تمسكها بتوقعات أرباحها لعام 2025. هذا التأكيد ساعد الشركة على تقليص خسائرها منذ بداية العام، مما يعكس ثقة الإدارة في مسارها المستقبلي.

في المقابل، شهد سهم فوكس (Fox) تراجعًا بنسبة 5.3% بعد إعلان عائلة روبرت مردوخ عن اتفاق يضمن سيطرة لاكلان مردوخ على الإمبراطورية الإعلامية بعد وفاة والده. هذا الاتفاق يأتي مع الإبقاء على الخط التحريري المؤيد لترامب والمحافظين لشبكة فوكس نيوز، مما قد يكون له تأثيرات على نظرة المستثمرين للشركة على المدى الطويل.

تحركات أسهم التكنولوجيا: "أبل" و"نيبيوس" و"مايكروسوفت"
في قطاع التكنولوجيا، تراجع سهم أبل (Apple) بنسبة 0.3% قبيل الكشف عن الجيل الجديد من هواتف آيفون. هذه التحركات الطفيفة قد تكون ناجمة عن مخاوف المستثمرين بشأن تداعيات الحرب التجارية المحتملة على أسعار منتجات الشركة وقدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

على الجانب الآخر، حقق سهم شركة نيبيوس (Nebius) الهولندية قفزة مذهلة بلغت 43.9% بعد توقيع عقد كبير مع مايكروسوفت (Microsoft) لتزويدها بخدمات وحدات معالجة الرسومات (GPU) حتى عام 2031، بقيمة تصل إلى 19.4 مليار دولار. هذا العقد الضخم يعكس الطلب المتزايد على خدمات معالجة الرسومات في عصر الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ويدعم بشكل كبير مكانة نيبيوس في السوق. ونتيجة لذلك، ارتفع سهم مايكروسوفت أيضًا بنسبة 0.6%، مما يؤكد أهمية هذه الشراكة.

اخبار هنا العالم

وول ستريت: قرب مستويات قياسية ترقباً لخفض وشيك في الفائدة