الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الامم المتحدة: العالم يفضّل تمويل الحروب على بناء السلام


الثلاثاء   22:17   09/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الإنفاق العسكري المفرط لا يضمن السلام، بل غالباً ما يقوّضه، من خلال تأجيج سباقات التسلح، وتعميق انعدام الثقة، وتحويل الموارد بعيداً عن أسس الاستقرار العالمي.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها غوتيريش للصحفيين، أثناء إطلاق تقريره الجديد بعنوان: "الأمن الذي نحتاجه: إعادة توازن الإنفاق العسكري من أجل مستقبل مستدام وسلمي"، والذي يشكّل دعوة صريحة لإعادة النظر في أولويات العالم.

وقال الأمين العام: "يكشف التقرير حقيقة واضحة: العالم ينفق على خوض الحروب أضعاف ما ينفق على بناء السلام"، مشيراً إلى أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ رقماً قياسياً في عام 2024 وصل إلى 2.7 تريليون دولار، أي ما يعادل 334 دولاراً لكل فرد على وجه الأرض.

وأوضح أن هذا الرقم يفوق بـ13 ضعفاً حجم المساعدات الإنمائية الرسمية المقدّمة من الدول الغنية، ويزيد بـ750 ضعفاً عن الميزانية العادية للأمم المتحدة.

"التنمية المستدامة في خطر"

وحذر غوتيريش من أن وعد المجتمع الدولي بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة أصبح مهدداً، مشيراً إلى أن "غاية واحدة فقط من بين كل خمس غايات تسير على الطريق الصحيح".

وأكد أن الاستثمار في الإنسان يشكّل "خط الدفاع الأول ضد العنف"، داعياً إلى توجيه الموارد نحو التنمية عوضاً عن التسلّح.

ثلاث رسائل ملحّة

وقال غوتيريش إن التقرير يحمل ثلاث رسائل رئيسية:

المسار الحالي غير مستدام، حيث تشكّل النفقات العسكرية المرتفعة عبئاً إضافياً على الأوضاع المالية العالمية المتأزمة.

هناك بدائل متاحة، حيث يمكن حتى لتحويل جزء بسيط من الإنفاق العسكري أن يساهم في سدّ فجوات إنمائية ملحّة.

ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإعادة التوازن، من خلال إعطاء الأولوية للدبلوماسية، وتعزيز الشفافية والمساءلة في ميزانيات الدفاع، وزيادة تمويل مشروعات التنمية.

وأضاف: "عالم أكثر أماناً يبدأ عندما نستثمر في مكافحة الفقر بقدر ما نستثمر في الحروب".

استثمار بديل يمكن أن يصنع الفرق

وأشار التقرير إلى أن أقل من 4% من الإنفاق العسكري السنوي كفيل بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030، فيما يمكن لأكثر قليلاً من 10% أن يضمن تطعيم جميع أطفال العالم بالكامل.

وأضاف أنه يمكن لمبلغ 5 تريليونات دولار أن يموّل 12 عاماً من التعليم الجيد لكل طفل في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأوضح أن استثمار مليار دولار في التعليم يمكن أن يوفر أكثر من 26 ألف وظيفة، مقارنة بـ11 ألف وظيفة عسكرية فقط، فيما توفر ذات المبالغ فرصاً وظيفية أكبر في مجالات الرعاية الصحية والطاقة النظيفة.

وشدد التقرير على أن إعادة استثمار 15% فقط من الإنفاق العسكري العالمي، كافية لتغطية كلفة التكيّف مع تغير المناخ في الدول النامية، مع تحقيق خفض في كثافة الانبعاثات.


مشاركة عبر: