عادل شركس: قدرة الأردن كبيرة على مواكبة التحولات العالمية في التمويل الأخضر

---

أخبار هنا العالم - عمان – أكد محافظ البنك المركزي الأردني، عادل شركس، أن الأردن يتمتع بقطاع مالي ومصرفي قادر على مواكبة التحولات العالمية في مجال التمويل الأخضر، مشدداً على أن المملكة تسعى لتكون نموذجاً رائداً في المنطقة في هذا المجال الحيوي.

جاء ذلك خلال رعايته يوم الثلاثاء افتتاح أعمال منتدى التمويل الأخضر والمستدام 2025 في نسخته الثالثة، الذي نظمته جمعية البنوك الأردنية تحت شعار "التمويل الأخضر والمستدام من الرؤية إلى التصميم"، بمشاركة قادة البنوك وصناع القرار وخبراء محليين ودوليين.

وأشار شركس إلى أن التمويل الأخضر أصبح من الأولويات الوطنية، وأن انعقاد المنتدى يشكل محطة رئيسة لدعم أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، وفي مقدمتها الانتقال نحو اقتصاد أخضر ومستدام في المملكة. ولفت إلى التحديات المناخية والبيئية والاجتماعية المتسارعة التي يواجهها العالم، مؤكداً ضرورة تبني مفاهيم الاستدامة باعتبارها قضية عالمية ذات أولوية قصوى.

وأكد محافظ البنك المركزي أن الأردن قادر على البناء على الإنجازات السابقة عبر تحفيز البنوك على ابتكار منتجات مالية خضراء تستهدف الأفراد والشركات، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات وبناء شراكات طويلة الأمد.

وأوضح أن البنك المركزي كان من السباقين في تبني سياسات داعمة للبيئة منذ عام 2013، حيث شمل برامج التمويل الميسرة قطاع الطاقة المتجددة قبل أن يتوسع لاحقاً ليشمل جميع المشاريع الخضراء. كما أطلق البنك في 2023 الاستراتيجية الوطنية للتمويل الأخضر 2023-2028 بالتعاون مع البنك الدولي، بالشراكة مع جمعية البنوك والقطاع المالي.

وأضاف أن البنك انضم عام 2021 لشبكة تحضير النظام المالي العالمية للمساهمة في جهود تعزيز استجابة النظام المالي لمخاطر التغير المناخي، وتوجيه الاستثمارات نحو المشاريع منخفضة الكربون. كما نفذ برامج تدريبية متخصصة لتطوير القدرات الوطنية، وطبق تعليمات إدارة مخاطر المناخ في شباط 2025 لتعزيز قدرة البنوك على قياس ومراقبة هذه المخاطر، ويعمل حالياً مع وزارة البيئة والبنك الدولي على تطوير التصنيف الوطني الأخضر لتعريف المشاريع الخضراء وتوسيع فرص تمويلها.

من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك، والرئيس التنفيذي لبنك الإسكان، عمار الصفدي، أن المنتدى أصبح منذ 2023 منصة وطنية سنوية للحوار والشراكة بين القطاع المصرفي والجهات الحكومية والخاصة والدولية، دعماً لمسار الاستدامة الوطنية. وأشار إلى أن محاور المنتدى هذا العام تركزت على الابتكار المالي، واستكشاف فرص النمو، وتعزيز الحوكمة والامتثال، وبناء شراكات استراتيجية تدعم الانتقال العادل اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً.

وأكد الصفدي أن التوجه نحو الاستدامة والتمويل الأخضر بات ركيزة أساسية لتعزيز مساهمة القطاع المصرفي في التنمية الشاملة، إذ يوفر التمويل اللازم للقطاعات الإنتاجية للارتقاء بمتطلباتها البيئية وتوسيع أعمالها.

ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتمويل الأخضر 2023-2028 التي أطلقها البنك المركزي حظيت بإشادة عربية ودولية، وتعد خارطة طريق واضحة نحو الاقتصاد الأخضر. وأوضح أن المؤشرات المصرفية الصلبة، مثل نسبة كفاية رأس المال التي بلغت 18% والسيولة القانونية التي تجاوزت 145%، تمثل قاعدة تمويلية متينة لتطوير أدوات التمويل الأخضر.

من جهته، أشار الرئيس التنفيذي للبنك الأردني الكويتي، هيثم البطيخي، إلى أن التمويل الأخضر يشكل منصة إقليمية ودولية لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات، مؤكداً التزام البنك بمسؤولياته تجاه المجتمع والبيئة عبر تبني ممارسات مصرفية متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة.

من جانب آخر، ذكر نائب رئيس الشبكة الأوروبية للتدريب المصرفي والمالي، فيران تيكسس، أن التجربة الأوروبية في التمويل المستدام تقدم دروساً مهمة في تحويل الطموحات إلى واقع عملي من خلال إطار متكامل يطلب من الشركات الإفصاح عن بيانات الاستدامة بنفس الصرامة المالية، مؤكداً أن التمويل المستدام يعد إدارة رشيدة للمخاطر ويسهم في تحقيق عوائد مستقرة.

بدوره، أوضح مدير عام جمعية البنوك الأردنية، الدكتور ماهر المحروق، أن الجمعية عملت خلال السنوات الأخيرة على ترسيخ دورها في التمويل الأخضر، مشيراً إلى الدراسات والاستطلاعات التي أجرتها الجمعية لتقييم واقع التمويل الأخضر في الأردن، وتأسيس لجنة متخصصة لدعم هذا المجال، والتعاون مع مؤسسات دولية لتعزيز التدريب وبناء القدرات.

وأضاف المحروق أن جهود الجمعية تزامنت مع صياغة الاستراتيجية الوطنية للتمويل الأخضر 2023-2028، ما مكنها من المشاركة الفاعلة تحت مظلة البنك المركزي في إطلاق منتدى التمويل الأخضر، وتوقيع اتفاقيات تعاون دولية لتعزيز الحوكمة البيئية والاجتماعية.

---

مشاركة عبر:

---