الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

من سيرة الرسول نستمدّ الارتقاء بالإنسان والمجتمع


الثلاثاء   02:11   09/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - الدكتورة سميرة النعيمي
حين نتأمل سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، نجدها مدرسة متكاملة للأخلاق والقيم التي تسمو بالإنسان وترتقي بالمجتمع، فهو الصادق الأمين قبل أن يكون نبياً، والرحمة المهداة إلى العالمين بعد أن بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق.

الصدق ليس مجرد تعامل مع الآخرين، بل هو صدق مع النفس أولاً؛ أن يكون الإنسان منسجماً مع مبادئه وقيمه، لا يخادع قلبه ولا يزيّف عمله. بالصدق ترتقي الأرواح، وتسمو الأعمال، وتُبنى الثقة بين الأفراد والمؤسسات.

أما الأمانة فهي عنوان الاستقامة، أن يحملها المرء في أسرته ويتعامل بها مع كل من حوله، في وظيفته، في تجارته، وفي كل موقع من مواقع المسؤولية. حين نغرس الأمانة في أبنائنا، نصنع جيلاً يحترم العهد والمواثيق، ويؤدي حق الوطن، والمجتمع بوعي، ومسؤولية، وإخلاص.

وأما الرحمة فهي جوهر رسالة الإسلام التي بُعث بها نبي الرحمة ﷺ، فهي تشمل الإنسان، القريب والغريب، وتمتد لتشمل الشجر والحيوان أيضاً. بالرحمة يتحقق التوازن مع النفس ومع الآخر، وتُرمَّم العلاقات، ويزدهر كوكبنا في سلام وأمان.

إن ذكرى مولد الرسول ﷺ ليست مجرد مناسبة زمنية، بل فرصة متجددة لنذكّر أنفسنا وأبناءنا بهذه القيم التي تُصلح النفوس وتنهض بها الأمم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وفي ظل عالم تتسارع فيه التحديات، يبقى استحضار هذه الصفات النبوية الثلاث: الصدق، والأمانة، والرحمة، هو الضمان لبقاء مجتمعات البشر أكثر إنسانية، وأوطانهم أكثر قوة، فيغدو مستقبلنا على هذا الكوكب أكثر أماناً وسلاماً.

*نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - قطاع الخدمات المساندة


مشاركة عبر: